السفير صبري: لا مناص لإيران من امتلاك السلاح النووي لمواجهة قوى الشر
الوحدة:
قال الدبلوماسي والسفير في وزارة الخارجية، عبد الله علي صبري، أن العدوان الصهيوني على إيران مرتبط بضمان هيمنة وتفوق إسرائيل على المنطقة سواء من خلال إعادة تشكيل ما يسمى بالشرق الأوسط أو غرب آسيا، أو من خلال توسع الكيان جغرافيا ضمن المخطط الأكبر / إسرائيل الكبرى.
وأكد صبري في حديث لصحيفة الوحدة :” الرؤية الأميركية والإسرائيلية لتحقيق هذه الأهداف لن تسمح لأية دولة أو قوة أخرى بامتلاك القدرات العسكرية والاقتصادية التي قد تشكل توازن ردع مع العدو الصهيوني، ما بالك أن تمتلك دولة عربية أو إسلامية في محيط هذا الكيان الغاصب سلاحا نوويا”.
ويشير السفير صبري، إلى أن العدوان على إيران اليوم له أسباب أخرى مضافة أهمها الموقف الإيراني من القضية الفلسطينية ودعم حركات المقاومة المناهضة للاحتلال، ورفض طهران أية تنازلات بهذا الخصوص.
كما يرى أن من أهداف العدوان أيضا محاولة تغيير النظام الحاكم في إيران بعد اغراء نجاح هذا السيناريو في سوريا مؤخرا، وبعد أن اتضح لإسرائيل أن الأنظمة العربية العميلة المدجنة تشكل خط الدفاع الأول عن أمن إسرائيل للأسف.
وبشأن الاستراتيجيات التي يمكن أن تتحرّك بها إيران لردع العدوان الإسرائيلي ومن وراءها أمريكا، قال السفير صبري، أن إيران أحسنت صنعا حينما باشرت بالرد على العدوان بمثله، ولفت إلى أن هذه أول خطوة استراتيجية للحد من الأحلام المريضة لمجرمي الحرب الصهاينة، وأن على إيران المضي في هذه الحرب المفتوحة حتى تستعيد توازن الردع والرعب وتفرض معادلة اشتباك جديدة فيما يتعلق بالصراع مع العدو الصهيوني.
كما يردف، بأن الحرب قد لا تتوقف عند حدود إيران، بل لعلها تشمل محور المقاومة، إذ تمنحه فرصة سريعة للتعافي والفاعلية من جديد، ما يعني دعم المقاومة الفلسطينية وتحسين شروط التفاوض على إيقاف العدوان على غزة في المدى المنظور.
ويؤكد صبري، أن إيران لن تفرط في حقها المشروع بتخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية، وقد تنخرط مجددا في التفاوض مع أمريكا تحت هذا السقف، لكن بشرط الحصول على امتيازات أقلها رفع العقوبات الاقتصادية الغربية والامريكية.
ويرى في حال وصلت الأمور إلى طريق مسدود مع أمريكا تحديدا، فقد تفاجئ إيران العالم بإعلان امتلاك السلاح النووي، وإذ يستبعد الكثيرون اقدام الجمهورية الإسلامية على خطوة كبيرة كهذه، فإن سيناريو كهذا مرتبط بتشكل قناعة راسخة لدى القيادة الإيرانية مفادها، أن لا مناص من “الردع النووي” في مواجهة التحدي الوجودي الذي تتعرض له إيران مع تكالب قوى الشر والاستكبار عليها وعلى سيادتها واستقلالها.
Comments are closed.