تفاصيل “مجزرة المساعدات” التي نصبها الاحتلال للغزيين
وكالات:
استشهد أكثر من 20 شخصاً وأصيب أكثر من 100، اليوم، نتيجة استهداف العدو الإسرائيلي لمواطنين احتشدوا في مناطق مخصصة لتوزيع المساعدات في غزة.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، وصول 179 حالة إلى المستشفيات، «منهم 21 شهيداً، و5 حالات موت سريري، و30 حالة إصاباتها خطيرة جداً (…) كحصيلة أولية لمجزرة الاحتلال بحق المواطنين المحتشدين في منطقة العلم المخصصة لتوزيع المساعدات في محافظة رفح فجر اليوم».
وبذلك، يرتفع عدد الشهداء في مواقع توزيع المساعدات إلى 39 شهيداً وأكثر من 220 جريحاً في أقل من أسبوع.
وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت الرصاص الحي بشكل مباشر من آلياتها وطائرات «كواد كابتر» المسيّرة، باتجاه المواطنين أثناء توجههم لتسلّم مساعدات إنسانية من نقطة التوزيع في رفح جنوبي القطاع.
كمين دموي
وفي حادثة مشابهة، كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن نصب قوات الاحتلال لـ«كمين دموي» عند جسر وادي غزة، بعد استدراج آلاف «المُجوَّعين».
وقال المكتب، في بيان، إن «جيش الاحتلال قام، بالتعاون مع الشركة الأمنية الأميركية، بدعوة المواطنين المُجوَّعين إلى التوجه نحو منطقة قرب جسر وادي غزة بزعم توزيع مساعدات إنسانية».
وتابع أنه «ما إن وصل المواطنون إلى الموقع، حتى أطلق الاحتلال والأميركان النار عليهم بشكل مباشر، ما أسفر عن استشهاد مواطن (…) ولا يزال العشرات محاصرين تحت وابل من النيران المتواصلة».
نقاط قتل مكشوفة
وفي بيان سابق، أكد المكتب الإعلامي الحكومي أن «ما يجري هو استخدام ممنهج وخبيث للمساعدات كأداة حرب، تُوظف لابتزاز المدنيين الجوعى وتجميعهم قسراً في نقاط قتل مكشوفة (…) تُموّل وتُغطى سياسياً من الاحتلال والإدارة الأميركية».
واعتبر أنه قد «ثبت بالدم، وبشهادات العيان والتقارير الميدانية والدولية، أن مشروع المساعدات عبر المناطق العازلة هو مشروع فاشل وخطير (…) يُستخدم للترويج الكاذب لمزاعم الاستجابة الإنسانية، في الوقت الذي يُغلق فيه الاحتلال المعابر الرسمية، ويمنع وصول الإغاثة الحقيقية من الجهات الدولية المحايدة».
كما أكد البيان الرفض القاطع لـ«كل أشكال المناطق العازلة أو الممرات الإنسانية التي تُقام بإشراف الاحتلال أو بتمويل أميركي»، محذراً من «خطورة استمرار هذا النموذج القاتل الذي أثبت أنه فخ للمدنيين الجوعى لا وسيلة للنجاة».
لازاريني: فخ مميت
إلى ذلك، اعتبر المفوض العام لـ«وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا)، فيليب لازاريني، أن توزيع المساعدات في غزة بات «فخاً مميتاً».
واستند لازاريني، في منشور على «أكس»، إلى تقارير طواقم طبية موجودة في القطاع تحدثت عن «عدد كبير من الضحايا» بين المدنيين الجائعين الأحد.
وقال لازاريني إنه «يجب أن تكون عمليات إيصال المساعدات وتوزيعها واسعة النطاق وآمنة»، مشدداً على أن «ذلك لا يمكن تحقيقه في غزة إلا عبر الأمم المتحدة، بما فيها الأونروا».
وفي محاولة منه للتنصل من المجزرة، ادّعى جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه لم يطلق النار على الفلسطينيين داخل مركز توزيع المساعدات.
وقال الجيش في بيان: «في الساعات الأخيرة، تم تداول تقارير كاذبة تتضمن اتهامات خطرة ضد الجيش الإسرائيلي بشأن إطلاق النار باتجاه سكان من غزة في منطقة توزيع المساعدات الإنسانية داخل قطاع غزة».
وأضاف: «تشير نتائج تحقيق أولي إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يطلق النار على المدنيين أثناء وجودهم قرب أو داخل موقع توزيع المساعدات الإنسانية، وأن التقارير التي تدعي خلاف ذلك غير صحيحة».
ولاقت «مؤسسة غزة الإنسانية» الاحتلال في روايته، متهمة حركة «حماس» بالترويج لأخبار «غير صحيحة ومفبركة».
وزعمت المنظمة، المدعومة من الولايات المتحدة، في بيان اليوم، أن التقارير الواردة من فرق الإنقاذ والمصادر الصحية في غزة عن مقتل وإصابة عشرات الأشخاص بالقرب من اثنين من مراكز التوزيع التابعة لها في القطاع «غير صحيحة».
وأشار البيان إلى أنه «تم توزيع جميع المساعدات اليوم بدون أي حوادث».
وأضافت المنظمة: «سمعنا أنه يتم الترويج لهذه التقارير المزيفة عمداًمن قبل حركة حماس. إنها غير صحيحة ومفبركة».
وأدانت حركة «حماس» المجزرة، محمّلة الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية «المسؤولية الكاملة».
ورأت الحركة، في بيان، أن «هذه المجزرة تؤكد الطبيعة الفاشية للاحتلال وأهدافه الإجرامية من وراء هذه الآلية، حيث يستخدم المراكز الواقعة تحت سيطرته كمصائد لاستدراج الجوعى الأبرياء، ويمارس أبشع صور القتل والإذلال والتنكيل بحقهم».
وحمّلت «الاحتلال الصهيوني، ومعه الإدارة الأمريكية، المسؤولية الكاملة عن المجازر المرتكبة في مواقع تنفيذ الآلية الاحتلالية لتوزيع المساعدات، وعن استخدام سياسة التجويع كسلاح حرب ضد شعبنا».
وطالبت الحركة الأمم المتحدة ومؤسساتها، وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي، «باتخاذ قرارات عاجلة وملزمة تُجبر الاحتلال على وقف هذه الآلية الدموية، وفتح معابر قطاع غزة فوراً، وضمان تدفّق المساعدات الإنسانية عبر المؤسسات الأممية المعتمدة».
ومنذ فبراير 2024، يشهد قطاع غزة سلسلة من المجازر المروّعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأهالي خلال محاولاتهم الحصول على مساعدات غذائية. ومع غياب آليات حماية حقيقية وبالتزامن مع الحصار الخانق المفروض على القطاع، تحولت نقاط توزيع الإغاثة إلى مصائد موت جماعي، حيث استشهد المئات وأُصيب الآلاف في مشاهد مأساوية تتكرر بدم بارد، تحت مرأى العالم وصمته.
Comments are closed.