في ذكرى الوحدة..”المؤتمر” يدعو لحوار “يمني يمني” لبناء المستقبل

أكد المؤتمر الشعبي العام، أن إعادة تحقيق الوحدة في 22 مايو 1990م، منجز تاريخي غيَّر مجرى الأحداث وكرَّس مكانة اليمن في قلب المعادلة الجيوسياسية العربية، مشيراً إلى أن احتفاء اليمنيين الشعب بالعيد الوطني لقيام الجمهورية اليمنية يأتي في ظل متغيرات محلية وإقليمية ودولية متشابكة ومعقدة.

وأضاف المؤتمر في بيان صادر عنه حصلت “الوحدة” على نسخة منه،  ، أن ما يتعرض له اليمن من محاولات تفكيك وتشظٍّ ليست إلا نتيجة مباشرة لعَظَمة الوحدة التي تحققت، وجعلت اليمن هدفاً لمؤامرات الأعداء التاريخيين، الذين سعوا منذ اللحظة الأولى لإفشال هذا المنجز، وما زالوا مستمرين في ذلك..

واشار إلى إن مكانة اليمن الإقليمية التي تعزَّزت بموقفها العربي والإسلامي والإنساني تجاه القضية الفلسطينية لن تستمر ولن تكون ذات فاعلية إذا ما استمر وضع البلاد كما هو في حالة من التشظّي والانقسام والتجزئة بكل أشكالها الجغرافية، والسياسية، والفكرية، والماضوية، والصراعات الداخلية التي باتت تنهك شعبنا، وتدمر حاضرنا، وتهدد مستقبلنا أفراداً ومجتمعاً وشعباً ودولةً، وذلك لم يكن إلا نتيجة لحجم المشاريع الخارجية لأعدائنا الذين لم يعجبهم منجز الوحدة العظيم، وهاهم اليوم يسعون بكل ما يستطيعون إلى محاولة إعادتنا إلى مرحلة التشظّي والتقسيم وتجزئة بلدنا الكبير والممتد إلى شمال وجنوب وشرق وغرب، وهو أمر لم يكن ليحدث لولا التماهي والتآمر الذي وجدوه من بعضنا ضد بعضنا سواءً بنشر الضغائن والأحقاد وثقافة الكراهية، أو بإثارة النعرات المذهبية والعصبية والمناطقية والانفصالية؛ وكل مشروع فئوي ضيق وصغير لا يعرف من ينفذّه حقيقة ما اقترفه من جُرم وإثم بحق شعب بأكمله وبحق أجيال قادمة، والتاريخ لن يرحم أحداً من لعنات التآمر على وطنه ووحدة بلده وشعبها.

وأكد المؤتمر الشعبي العام على ثبات موقفه المتمسك بالوحدة اليمنية والمدافِع عنها مهما تغيَّرت الظروف، محذراً اليمنيين من استمرار الانقسامات، مشدداً على أن حل مشاكلنا كلها مرهون باستيعابنا جميعاً أن اليمن لم ولن يكون كبيراً وقوياً وفاعلاً ومؤثراً إلا بوحدته الجغرافية، التي تتطلب في الوقت نفسه وحدة أبنائه في الدفاع عنها ضد كل ما يهددها مع حقهم وحريتهم في التنوُّع والتعدد تحت سقف الجمهورية اليمنية.

ودعا المؤتمر إلى حوار يمني يمني بعيداً عن التدخلات الخارجية، يصيغ من خلاله اليمنيون مستقبل وطنهم ودولتهم وفق رؤى تتجاوز مفاهيم الماضي بكافة أثقاله وتدرك حقائق الحاضر، وتصنع رؤية واضحة لمستقبل يكونون فيه جميعاً في سفينة واحدة بنظام جديد يعطي الحق والصلاحيات للمنظومات المحلية في إدارة شئونها بنفسها بعيداً عن المركزية، وفي الوقت نفسه يصنع لليمن خارطة جديدة قوامها الاتحاد في الجغرافيا والتعدد في الرؤى والمواقف والأفكار والتنافس على البناء والتنمية والتطوير وضمان الحريات الفردية والفكرية والسياسية والثقافية وصنع دولة المواطَنة المتساوية التي يضمن فيها الجميع حقوقهم ويؤدون واجباتهم تحت سقف واحد هو الدستور والقوانين التي يتشارك الجميع في صياغتها.

وجدد المؤتمر تأكيد موقفه الثابت من القضية الفلسطينية، ورفضه القاطع كل محاولات تصفيتها، خاصةً مشاريع تهجير سكان غزة، مؤكداً أن السلام الحقيقي لا يمكن تحقيقه إلا بإنهاء الاحتلال ومنح الشعب الفلسطيني كامل حقوقه، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف..

Comments are closed.

اهم الاخبار