الجوع يتسبب في فقدان بصر أطفال غزة
كشف تقرير لصحيفة الاندبندنت البريطانية أن الأطفال في غزة هم الضحية الأكبر للحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع، فقد استقبلت المستشفيات أكثر من تسعة آلاف طفل منذ بداية العام لعلاجهم بسبب سوء التغذية الحاد وبعضهم فقد بصره نتيجة الجوع الشديد.
ويؤكد الأطباء أن أغلب المصابين دون سن الثانية، مناشدين العالم التحرك لإنقاذ الاطفال الأبرياء من هذه الماساة.
حصار مطبق
صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اهتمت مؤخرا بتجديد معاناة النزوح لدى سكان غزة مع نية الجيش الإسرائيلي توسيع هجماته وإعلان المسؤولين الإسرائيليين رغبتهم في الاستيلاء على مزيد من أراضي القطاع.
وتقول الصحيفة أن ما يفاقم معاناة النازحين هذه المرة هو تزامنها مع وضع إنساني أكثر تعقيدا في ظل حصار مطبق.
تجويع متعمد
أما موقع ذي انترسبت الأمريكي فقد فضح إصرار المسؤولين الإسرائيليين على رفض التقارير بشأن تفشي المجاعة في غزة، بل إنهم يدفعون باتجاه إجراءات أكثر صرامة تحول دون دخول الغذاء.
وقال الموقع إنه رغم تحذيرات منظمات الإغاثة العاملة على الأرض من خطورة سوء التغذية فإن إسرائيل تستمر في تشديد سياساتها لتجويع أبناء غزة عمدا.
تهجير قسري
وفي سياق متصل قال المتحدث الإعلامي باسم الأونروا عدنان أبو حسنة، إن غزة تشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة، وذلك بعد مرور أكثر من شهرين على الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة.
وأضاف المتحدث الإعلامي أن مئات الآلاف من الفلسطينيين يتناولون وجبة واحدة كل يومين أو ثلاثة وأن أكثر من 66 ألف طفل يعانون من سوء تغذية خطير، مؤكدا: نحن لن نكون جزءًا من الخطة الإسرائيلية لإدخال المساعدات إلى غزة، حيث أنها لا تلتزم بمعايير الأمم المتحدة.
وأوضح المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا أن الخطة الإسرائيلية لتوصيل المساعدات إلى غزة تهدف لتهجير داخلي قسري مضيفا: لا نرى أن هذه الخطة تتمتع بالعدالة الإنسانية وتحترم القانون الدولي الإنساني وتحترم معايير وقيم الأمم المتحدة، ووصف الخطة بانها خطيرة ولا تستطيع الاستجابة لمتطلبات الناس في غزة.
مآسٍ
وحذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” من أنّ إطالة سلطات الاحتلال الصهيوني منع إدخال المساعدات إلى قطاع غزة “تفاقم الضرر غير القابل للإصلاح على حياة عدد لا يُحصى من الفلسطينيين”.
وفي منشور على حسابها عبر منصة إكس، قالت “الأونروا”: “مرّ أكثر من تسعة أسابيع على حصار غزة، حيث تمنع إسرائيل دخول جميع المساعدات الإنسانية والطبية والتجارية”.
وشددت الأونروا أنه “كلما طال أمد الحصار الإسرائيلي على القطاع، تفاقم الضرر غير القابل للإصلاح على حياة عدد لا يُحصى من الفلسطينيين”، مشيرة إلى أنّ لديها آلاف الشاحنات الجاهزة للدخول، وفرقها في غزة جاهزة لتوسيع نطاق عمليات إيصال المساعدات.
من جهته، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، أنّ “الفلسطينيين يموتون بقطاع غزة الذي يرزح تحت حصار إسرائيلي تام للشهر الثالث على التوالي”، في إطار الإبادة المستمرة منذ أكثر من عام ونصف العام.
وقال المكتب في بيان نشره على حسابه بمنصة “إكس”، إن 70% من فلسطينيي قطاع غزة داخل مناطق تتواجد فيها قوات إسرائيلية، أو تحت أوامر تهجير، أو كليهما.
وسجلت وزارة الصحة بقطاع غزة وفاة 57 طفلًا نتيجة سوء التغذية والمضاعفات الصحية، في ظل النقص الحاد في الحليب العلاجي، وخاصة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.
ومنذ الثاني من مارس الماضي، تواصل سلطات الاحتلال الصهيوني إغلاق المعابر مع قطاع غزة أمام دخول المواد الغذائية والإغاثية والطبية والوقود والبضائع، ما أدى إلى تدهور غير مسبوق في الأوضاع المعيشية، وفق تقارير أممية وحقوقية ومحلية.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن قوات الاحتلال عدوانًا متواصلًا على قطاع غزة، أسفر حتى الآن عن استشهاد 52,810 مواطنًا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 119,473 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تتمكن طواقم الإسعاف والإنقاذ من الوصول إليهم
Comments are closed.