“جحيم ترامب”.. يلفح وجه أمريكا ويسقط هيبتها في اليمن
الوحدة نيوز/ من زاوية ضيقة، تنظر السعودية والإمارات أن الفرصة باتت مؤاتية لهما لتحريك أدواتهما “المرتزقة” في الداخل ضد اليمنيين المساندين للفلسطينيين بغزة لاسيما بعد بدء العدوان الأمريكي على اليمن حيث بدأت الزيارات المتبادلة بين تلك الدولتين الخليجيتين والإدارة الأمريكية على المستوى السياسي والعسكري والتنسيق المشترك لمواجهة صنعاء.
تعتقد دول تحالف العدوان التي قادته السعودية منذ مارس 2015 على اليمن أنها هذه المرة ستعوض الفشل العسكري الذي منيت به خلال 8 سنوات من خلال دخول أمريكا وإسرائيل مباشرة في الحرب على اليمن، وستحقق المكاسب التي عجزت عنها في السابق، الأمر الذي يكشف أن تلك الدول لا تزال تقرأ المشهد اليمني بصورة خاطئة، ولم تتعلم دروس السنوات الفائتة.
وما يثير الشفقة في خضم المعركة المقدسة التي تخوضها بلادنا مع فلسطين، هم أولئك “المرتزقة” اليمنيون الذين لا يقلون شأناً عن شركة “بلاك وتر” في تسابقهم لتقديم أنفسهم لأمريكا وإسرائيل كجند لتنفيذ رغباتهما حيث يتهيأون لتلقي الأوامر منهما لبدء إشعال الحرب الداخلية، بغرض إشغال جبهة اليمن عن مساندة الفلسطينيين بغزة.
والحقيقة أن الفرصة سانحة لدول تحالف العدوان على اليمن وبالذات السعودية بأن تنأى بنفسها من تكرار الخطأ، وتتجنب الوقوع في الوحل اليمني مجدداً، وترفض كل الضغوط الأمريكية التي تُمارس عليها للمشاركة في حرب نتائجها محسومة لصالح اليمنيين ولا تصب في مصلحتها.
وبالتالي فإن أمريكا تسعى للدفاع عن اسرائيل تحت مبرر حماية الملاحة الدولية، رغم وضوح توجه اليمن في منع السفن المرتبطة بإسرائيل فقط، لكن واشنطن تصر أن تظهر نفسها حريصة على العالم من التبعات المترتبة في تغيير وجهة السفن التجارية عبر الرجاء الصالح، وهو ما لم يعبأ أحد بتخوفها المزيف لمعرفة المغازي الأمريكية المضمرة في توفير غطاء للصهاينة مواصلة حرب الإبادة في غزة وشن عدوان على اليمن ومحاولة يائسة للسيطرة على البحار والممرات المائية لفرض رسوم بحرية على السفن التجارية كما يفعل الآن “ترامب” من فرض رسوم جمركية على دول العالم، وذلك من منطلق أن أمريكا “حامي حمى البحار”، وهي في الواقع دولة “قراصنة” ليس إلا.
ومن المفارقات الغريبة أن الولايات المتحدة ترمي بكل ثقلها لدعم الكيان الصهيوني لإبادة الفلسطينيين بغزة، بينما لا تقبل من العرب أن يفعلوا ذات الموقف مع الغزيين للدفاع عن أرضهم وعرضهم ومقدساتهم، ولعل هذه أحدى تناقضات السياسية الأمريكية في تعاملها مع العالم أجمع.
اليوم يواجه اليمن أعتى طغاة العالم بشكل مباشر، وفي الوقت الذي تلتزم بلادنا بأخلاق وآداب الحرب باستهداف حاملات الطائرات الحربية والقطع التابعة للعدو الأمريكي في البحر الأحمر ومواقع الكيان الصهيوني العسكرية في يافا وحيفا المحتلتين، يأتي الطيران الأمريكي ليقصف أهدافا مدنية بحتة وأحياء سكنية مأهولة بسكان في صنعاء وباقي المحافظات اليمنية ومقدرات ومكتسبات الشعب بدافع الانتقام، ما يدلل على الإفلاس الأخلاقي والإنساني لأمريكا بل وفشل مدو لترسانته العسكرية الاستخباراتية والمعلوماتية لديها، وبذلك يتشابه تماماً مع ما يفعله الكيان الإسرائيلي بالفلسطينيين في غزة.
ما نصب من رادارات ومنصات في المنطقة لاعتراض السلاح اليمني لن يصمد
وعلى أية حال، لن يتراجع اليمن عن موقفه الإسنادي لغزة سياسياً وعسكريا وشعبياً، مهما استخدم الأمريكي كل أوراقه في الداخل أو الخارج لوقف ذلك، وسيواصل صموده البطولي والملحمي مع غزة حتى تتوقف الحرب تدخل المساعدات إلى القطاع.
فشل وإحباط أمريكي
الاعتداءات التي تشنها أمريكا على اليمن، بالوكالة عن الكيان الإسرائيلي العنصري التوسعي المحتل، والتي تستهدف المواطنين اليمنيين بوسائل عقاب جماعي وحشي، وسط ولع مهووس بإطلاق تهديدات لا تنقطع يصدرها الرئيس الاميركي ترامب، بأنه قد قضى ودمر ومحا من يسميهم “الحوثيين” وأنه سيفتح أبواب الجحيم على اليمنيين والفلسطينيين بقدر ما تتنافى مع الواقع فإنها تنم عن شعور بالفشل والإحباط وانعدام الحيلة في تركيع الشعب اليمني وثنيه عن مناصرة أشقائه في غزة الذين يتعرضون على مدى عام ونصف بشكل متواصل لحرب إبادة جماعية مروعة وتطهير عرقي وتهجير قسري بالسلاح الأميركي وبدعم ومشاركة كاملة من واشنطن، وفق ما أوضح المحلل السياسي عبدالله سلام الحكيمي، والذي أكد أن إطلاق الرئيس ترامب تهديداته وادعاءاته المحلقة في الوهم يذكرنا بناطق تحالف العدوان السعودي الإماراتي المدعوم عسكرياً ولوجيستياً، من أمريكا والغرب اللواء خالد عسيري، والتي أعلن فيها بعد أيام قليلة جداً من العدوان، أن ما سموها بـ”عاصفة الحزم” دمرت كل القدرات العسكرية والصاروخية لمن سموهم أيضا بالحوثيين ثم رأينا ثبات وتصدي الجيش واللجان الشعبية اليمنية للعدوان أكثر من ثماني سنوات دون تقهقر ولم يستطع عدوان عاصفة الحزم أن يحقق أيا من أهدافه سوى قتل آلاف الأبرياء من الأطفال والنساء والمدنيين وتدمير المساكن والبنى التحتية المدنية، كما يفعل العدوان الاميركي اليوم في اليمن، ولم يتعظ الرئيس الأمريكي من تجربة عدوان عاصفة الحزم بل راح يستنسخها مرة أخرى بالوكالة عن “إسرائيل”، ولن يكون حظه بأحسن من خيبة أمل عدوان عاصمة الحزم المجمدة! أما أبواب الجحيم التي ما انفك “ترامب” يرددها بانتشاء فقد تلفح نيرانها منفجرة في وجهه قبل أن يكمل فتح أبوابها أن فتحها.
الحكيمي: تهديدات “ترامب” وادعاءاته المحلقة في الوهم تذكرنا بتصريحات “عسيري”
وأشار الحكيمي، إلى أن أمريكا ضحت بسمعتها وهيبتها، نصرة لإسرائيل، بعدوانها غير المبرر على اليمن، حيث منيت بفشل مذل ومهين، يستشف بوضوح من بياناتها المعلنة وفيديوهاتها التي تنشرها حول إنجازات عدوانها، بما ينافي الواقع والحقيقة، وبادعاء انتصارات وهمية، بالقضاء المبرم على قدرات وأسلحة وقادة من تسميهم بالحوثيين دون تحديد واضح أين ومن وكيف؟ أو ذكر أسمائهم، في حين أنها كما تدعي امتلاكها لمعلومات بأنهم كانوا ينوون أو في طريقهم لشن هجمات على قواتها المعتدية، منوها بأن هذا التخبط الأميركي بقدر ما جعل أمريكا تبدو ضعيفة وفاشلة فإنها صبت في مصلحة اليمن وعززت معنويات جيشها ومقاومتها وضاعفت شعبية ونفوذ أنصار الله الحوثيين، رغم الخسائر الكبيرة من الضحايا المدنيين الأبرياء والبنى مدنية التحتية، بفعل سياسة العقاب الجماعي التي تتبعها امريكا في حروبها العدوانية.
رسالة للسعودية وعتاب لقطر!
وفي خضم العاصفة التي تواجه العديد من الدول العربية، يغيب دور الجامعة العربية عن كل ما يجري في المحيط العربي، حيث أصبحت غير معنية بقضايا الدول والشعوب العربية والعدوان الصهيوني الأمريكي على غزة ولبنان وسوريا واليمن، حتى مواقفها وكأنها إدارة في خارجية الكيان الإسرائيلي، كما يقول حزام الأسد عضو المكتب السياسي لأنصار الله، مضيفاً أن إسناد اليمن لغزة مستمر ومتصاعد، وعلى الرياض أن تنأى بنفسها عن دعم الكيان الصهيوني، وتتعظ من درس عاصفة الوهم وعدوانها على اليمن الذي ورطها فيه الأمريكي وجلب لها الخزي والعار.
الأسد: مواقف الجامعة العربية تجاه قضايا الأمة توحي بأنها إدارة في خارجية الكيان
وأبدا الأسد أسفه من مشاركة دولة قطر في مناورة عسكرية مع الكيان الصهيوني في الوقت الذي تستمر فيه قوات الاحتلال في ارتكاب جرائم الإبادة بحق إخواننا في غزة، والانقلاب على اتفاق التهدئة الذي ضمنت قطر على تنفيذه.
الإمارات تساند الكيان
منذ فترة والإمارات تسعى للدخول مباشرة في الحرب مع الكيان عبر أدواتها التي كانت دائما ما يصعدون في خطاباتهم في ظل تراجع إحدى الدول المجاورة (في اشارة منه للسعودية) التي كانت تستكمل نصب رادارات كبيرة ودفاع جوي أمريكي، بحسب ما أفاد عبدالله الفرح الباحث في الشؤون الاقليمية، والذي أكد أنه بعد استكمال نصب الرادارات وإرسال المعلومات إلى الكيان خرجت وسائل إعلام الكيان لتقول أنها ستشعر مواطنيها قبل وصول أي صواريخ من اليمن بأكثر من عشر دقائق، لافتاً إلى أن كل هذه التحضيرات كانت تحت رصد عين اليمن وقد خرج القائد السيد عبدالملك الحوثي ليحذر من الغباء المستمر المتغلغل في بعض دول الجوار.
الفرح: الإمارات تسعى للدخول مباشرة في الحرب مع الكيان عبر أدواتها
بعد أن سبق القائد السيد عبدالملك الحوثي العدو بخطوات جن جنون واشنطن وأدواتها فبدأوا بالتسريب أن ثمة تهديدات للإمارات حتى يعطوا لأنفسهم ذريعة الدفاع عن الكيان، كما يقول الفرح، مضيفاً أن كل مخطط كان في الرصد والمتابعة واتخاذ الحلول المناسبة في حال تم تنفيذه.
وتابع الفرح: “يبدو أن ملامح الانكشاف التام لأذرع الكيان باتت وشيكة وسيتم التفنن في تأديبها بشكل غير مسبوق وكل ما نصب من رادارات ومنصات في المنطقة لاعتراض السلاح اليمني لن يصمد”.
نعم قد تكون الرياض مطمئنة بعد حصولها على رادارات كبيرة ومنظومات دفاع جوي لكن خسارتها هذه المرة ستكون كبيرة جدا كونهم دائماً يخطئون التقدير، بحسب الفرح.
التواري خلف العدوان الأمريكي
من جانبه يقول المحلل السياسي علي المحطوري، أن السعودية تحاول تتوارى خلف العدوان أمريكي للوصول إلى ما عجزت عنه سابقا بتهيئة الجبهات لإشعال حرب داخلية، وتظن أن حيلتها غير مكشوفة.
المحطوري: السعودية تحاول التواري خلف العدوان الأمريكي لإشعال حرب داخلية
ويضيف المحطوري، ما يجب على السعودية أن تدركه أن زمن إغراق اليمنيين في دماء بعضهم قد ولى، وأن إشعال أي جبهة في الداخل اليمني يقابله مباشرة رد التحية بأحسن منها وذلك باتجاه الرياض.
عدوان مدفوع الثمن
فيما يرى عبدالله النعمي عضو المكتب السياسي لأنصار الله، أن التريليون دولار الذي يستعد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان دفعه للرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو مساهمة منه في تكاليف الحرب على غزة ولبنان واليمن والعراق.
النعمي: حرب الإبادة في غزة والعدوان على اليمن ولبنان سيستمر طالما ثمنها مدفوع
واعتبر النعمي أن حرب الإبادة الجماعية في غزة والعدوان على لبنان واليمن سيستمر طالما والمعركة مدفوع ثمنها مقدما، محذراً محمد بن سلمان بأنه لن يكون بمنأى عن مسؤوليته المباشرة في كل ما يحدث.
اعتراف أمريكي بالفشل
وفي سياق متصل، اعترف مسؤولون أمريكيون لقناة “سي إن إن” بأن جماعة أنصار الله الحوثيين نجحت في إسقاط 7 طائرات مسيّرة أمريكية من طراز “إم كيو 9″، ما عرقل انتقال القوات الأمريكية إلى المرحلة الثانية من حملتها الجوية في اليمن، مؤكدين فشل الحملة العسكرية لحد الآن في تحقيق أي من أهدافها.
وقال المسؤولون إن واشنطن كانت تأمل في تحقيق تفوق جوي خلال 30 يومًا، عبر إضعاف الدفاعات الجوية لأنصار الله الحوثيين، تمهيدًا للانتقال إلى مرحلة جديدة تركز على جمع المعلومات الاستخباراتية ومراقبة قادة الجماعة لاستهدافهم.
وأوضحوا أن الخسائر المتكررة للطائرات المسيّرة، التي كانت الأداة الأنسب لتنفيذ المهام، صعّبت على الولايات المتحدة تقييم مدى نجاح الضربات الجوية في تدمير أسلحة أنصار الله الحوثيين بدقة، خاصة مع تطور قدرة الجماعة على إسقاط طائرات “إم كيو 9”.
وأكد المسؤولون أن أنصار الله الحوثيين باتوا أكثر براعة في استهداف المسيّرات، في حين لم تُحدث الحملة الجوية، المستمرة منذ 6 أسابيع، أي تأثير ملموس على قدراتهم القتالية أو بنية القيادة والتحكم لديهم.
وأشاروا إلى أن الولايات المتحدة نفذت منذ انطلاق الحملة في 15 مارس أكثر من 300 غارة جوية، استهدفت خلالها ما يزيد عن 700 موقع تابع لانصار الله لحوثيين، دون تحقيق الأهداف المرجوة حتى الآن.
Comments are closed.