أنيس منصور: إخوتي وتاج رأسي الخيانة لا يغسلها النسيان

 

الكراهية حين تعصف بالقلب تعميه عن رؤية الحقيقة، وتجعل من الحقد محرقة، أول ما تلتهم، تلتهم كرامة الإنسان.

أن تختلف مع مكوّن يحكم بلدك، أن تعارضه، أن ترفض سياساته، فهذا حق مشروع.

لكن أن تجعل من خلافك جسراً للعدو، فتفتح له الأبواب، وتمهّد له الطرقات، فتلك خيانة لا يمحوها الزمن، ولا يبررها المكر السياسي.

أيها المختلفون مع الحوثي:

التاريخ لن يكتب أن الحوثيين جاءوا من موزمبيق أو قدموا من الكونغو.

سيدوّن أنكم اختلفتم مع إخوانكم في الرأي، فذهبتم تستنجدون بعدو خارجي، لا يحمل لكم غير العداء التاريخي، ولا يرى في وطنكم سوى غنيمة نهب.

التاريخ سيحفظ أنكم، بدلاً من أن تنتصروا على حقدكم، وتتحاوروا معه، تفاوضوه، تجلسون معه على طاولة خنتم بلادكم، وجعلتم من أنفسكم وقودًا لمحرقة لم تبقِ ولم تذر…!!!!

ارفضوا العدوان على اليمن، لا تدعوا بيوتكم ومدنكم وقراكم وحاراتكم تقصف من فوهات طائرات عدوكم التاريخي.

اليوم، الذين يُقتلون في صنعاء وصعدة وعمران وذمار والجوف وحجة والحديدة ومأرب، مهما اختلفتم مع أسمائهم أو انتماءاتهم – هم في الاخير يمنيون.

وطنيوا الميلاد، حملوا بطاقات اليمن  لا بطاقات أجنبية.

هم أبناء قراكم، هم إخوتكم، أبناء عمومتكم، جيران طفولتكم.

في دمائهم تسري نفس الجذور التي تنبت في أرضكم.

لا تجعلوا الخصومة تعمي قلوبكم عن حقيقة أن دم الأخ لا يباح بخلاف الرأي.

فمن يسقط اليوم على تراب هذه الأرض، يسقط دفاعًا عن بلدكم جميعًا، حتى وإن أنكرتم ذلك في لحظة عمى.

حتماً سيسجل التاريخ أن الحوثي وقف متصدياً للعدوان الخارجي، شئتم أم أبيتم!

وأنكم كنتم أبواقاً للعدوان، سهامًا في يد من لا يعرف لكم ولبلادكم حرمة ولا حقًا.

الخيانة لا تغسلها الرايات البراقة، ولا تخفيها خطب التحريض ولا شعارات التحرر الكاذبة.

الوطن، رغم كل الخلافات، يبقى فوق الجميع.

والعدو الخارجي، سيبقى عدوًا مهما زيّن لكم الشيطان قربه…!!

لا تجعلوا أنفسكم عنوانًا للخيانة، ولا تسمحوا أن تكونوا خنجرًا مسمومًا في خاصرة وطنكم.

قد ترحل الأنظمة، يرحل الحكام ، تختلف الوجوه، لكن وصمة العار تبقى أبدية على من باعوا أوطانهم، أياً كانت حججهم….!!!!

 

Comments are closed.

اهم الاخبار