Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

طه العامري: عن (مجاهدي الغفلة) والصراعات الجيوسياسية؟!

منذ تفجرت معركة (طوفان الأقصى) وبدء الكيان الصهيوني والعواصم الاستعمارية الغربية بقيادة أمريكا حرب إبادة جماعية بحق اشقائنا في فلسطين لم نسمع موقفا ولا تصريحا ولا حتى خبرا عابرا للجماعات الجهادية التي ملأت الدنيا ضجيجا عن الجهاد وقدسيته وأهميته وضرورته في العراق وسوريا وليبيا واليمن ولبنان لتحرير هذه البلدان من النفوذ (الشيعي) والتمدد (الإيراني) ورافق ضجيجها وصخبها الجهادي فتاوى أطلقها عددا من علماء الظلال ودعاة الفتنة الذين باعوا دينهم بدنياهم..؟!

أشهر مرة على حرب الإبادة بحق الشعب العربي في فلسطين لم نسمع صوت المجاهدين ولا سمعنا فتاوى علماء الدجل والتضليل، حتى فجئنا يوم أمس بجريمة إرهابية تبناها ما يسمى بتنظيم (خراسان) التابع لتنظيم (الدولة الإسلامية) كما يقال، ولكن هذه الجريمة الإرهابية لم تحدث في دولة الكيان الصهيوني حتى نصفها بأنها رد فعل على الجرائم الصهيونية بحق الشعب العربي المسلم في فلسطين ولم تحدث في ايا من مدن الدول الداعمة للصهاينة ومن تشاركه بحرب الإبادة والحصار والتجويع لشعبنا الفلسطيني، بل حدثت الجريمة الإرهابية في إحدى ضواحي العاصمة الروسية موسكو واودت بحياة قرابة 150 مواطن روسي وجرح أكثر من 200 مواطن في واحدة من أكثر الجرائم الإرهابية بشاعة ووحشية، وان كانت السلطات الأمنية الروسية قد استوعبت الصدمة وتعاملت بيقضة مع الجريمة التي تشير كل المعطيات الي دور أوكرانيا وأجهزتها فيها، خاصة وان المنفذين والداعمين لهم تم اعتقالهم من قبل الأجهزة الامنية الروسية وهم يحاولون دخول الأراضي الأوكرانية  كما اعترفوا لاحقا للأجهزة الامنية الروسية عن ارتباطهم بأجهزة الأمن الأوكرانية، غير أن واشنطن سرعان ما أعلنت أن تنظيم (خراسان) ذات التوجه الإسلامي المزعوم هو من يقف وراء العملية الإرهابية..؟!

طبعا قبل وقوع الجريمة بقرابة 48 ساعة كامت سفارتي واشنطن ولندن في موسكو قد حذرت رعاياها بعدم المشاركة في اي تجمعات فنية قد تقام في موسكو أو في اي من المدن الروسية..؟!

ثم ومع حدوث الجريمة تناول الإعلام الغربي والأمريكي تنظيم خراسان الإرهابي بأنه من يقف وراء العملية، ثم بعد هذه التصريحات أصدر تنظيم خراسان بيانا أكدا فيه مسؤوليته عن العملية..؟!

بيد أن الهجوم على مجمع (كروكوس سيتي) في ضواحي موسكو يتماهي مع هجوم 11سبتمبر على أبراج مانهاتن الأمريكية، حيث وجهت السلطات الأمريكية التهمة لتنظيم القاعدة ثم طلع بن لادن على قناة الجزيرة ليعلن مسؤلية التنظيم عن الحادثة..؟!

وفي هذا ما يدل على أن الجماعات الجهادية هذه بكل مسمياتها هي صناعة الأجهزة الاستخبارية الغربية والتي تستغل وتوظف من قبل الدول الغربية وأمريكا وأجهزتها الاستخبارية لتأدية مهام قذرة في سياق الصراع الجيوسياسي وهي أيضا تؤدي دور حمال الرسائل بين الدول المتنافسة فيما بينها على النفوذ، بدليل أن كل العمليات القذرة التي تقوم بها هذه الجماعات تأتي خدمة لأمريكا والدول الغربية وتستهدف الدول والأنظمة الرافضة للهيمنة الأمريكية _ الغربية، وبالتالي تعد هذه الجماعات بكل مسمياتها للأسف اذرع شيطانية لأمريكا والغرب والصهاينة ولاعلاقة لها لا بالله ولا بالدين ولا بالإسلام ولا بالرسول وأنها ابعد ما تكون عن الإسلام ولكنها جماعات إرهابية تخدم جهات ترعاها وتدعم أنشطتها وتستخدمها لضرب خصومها وإثارة الفوضى في الدول المناهضة لأمريكا والغرب وسياستهم الاستعمارية وفي الاخير تصب أنشطة هذه الجماعات المتطرفة والإرهابية في منطقتنا العربية لصالح الكيان الصهيوني..؟!

أن جريمة موسكو الإرهابية تمثل عقابا صهيونيا _ امريكيا _ غربيا، لروسيا الاتحادية على خلفية مواقفها الجيوسياسية ورفضها الهيمنة الإمبريالية الاستعمارية ووقوفها الي جانب القضايا العربية المشروعة في فلسطين وسوريا والعراق واليمن وليبيا والصومال والسودان ولبنان وفي كل دول العالم الثالث في قارتي اسيا وأفريقيا، لهذا من الطبيعي أن تحرك واشنطن وحلفائها الجماعات الإرهابية بعد أن اخفقت في تطويع الدور الروسي ولا في هزيمة روسيا الاتحادية في أوكرانيا ناهيكم عن العقد والتعقيدات التي وضعتها روسيا أمام المخططات الانجلوساكسونية في العراق وسوريا وليبيا والسودان وفي العديد من دول اسيا وأفريقيا وحتى في الجمهورية اليمنية ولبنان، ناهيكم عن الموقف الروسي الواضح والصريح فيما يحدث في فلسطين وما تواجهه القضية العربية الأولى، إضافة إلى عجز واشنطن في لجم النفوذ الروسي في المنطقة  والعالم  رغم سلسلة العقوبات الغير مسبوقة في التاريخ التي اتخذت ضد روسيا الاتحادية، التي تستهدف امريكيا وغربيا منذ أربعة عقود بدءا من أفغانستان الي  الشيشان الي بيوغسلافيا السابقة الي الوطن العربي وصولا إلى أوكرانيا، في مواجهة مفتوحة يخوضها الغرب وامريكا ضد روسيا الاتحادية ولهذا من الطبيعي أن تحرك واشنطن أدواتها من الجماعات التكفيرية المتطرفة التي نشأت وتأسست على أيدي أجهزة الاستخبارات الأمريكية _الغربية، واللافت أن عملية موسكو جاءت في وقت حرج لأمريكا والغرب والجماعات الإرهابية أيضا بسبب العدوان الصهيوني الإمبريالي على الشعب العربي في فلسطين، غير أن التقدم الروسي في الجبهات مع أوكرانيا وإدراك أمريكا وحلفائها الغربيين هزيمة أوكرانيا وهذا يعني هزيمة أمريكا والغرب المحققة، اضف الي ذلك صورة أمريكا عالميا التي اهتزت وتلطخت بسبب الحرب الهمجية على قطاع غزة..؟!

على خلفية كل هذه الاسباب والعوامل اضطرت الأجهزة الأمريكية _الغربية الي تحريك أدواتها الإرهابية ودفعت بها للقيام بعملية موسكو الإرهابية وفي توقيت خطير وهو شهر رمضان المبارك لتضاعف من ظاهرة (الاسلام فوبيا) وتخفيف التعاطف العالمي مع الشعب العربي الفلسطيني المسلم..؟!

أن الجماعات الإسلامية المتطرفة تثبت دائما انها جماعات شيطانية تكفيرية اجرامية ليس لها دين ولا تنتمي للإسلام والمسلمين بل هي الد أعداء الإسلام والمسلمين وهي أخطر على الإسلام والمسلمين من أعدائهم حتى من العدو الصهيوني الذي يتحالف مع هذه الجماعات بدليل علاقة الكيان وجيشه وأجهزته مع (جبهة النصرة) في سوريا وزعيمها الإرهابي أبو محمد الجولاني الذي لم يطلق بحياته طلقة رصاص واحدة على العدو الصهيوني لكنه يواصل وعصابته الإجرامية استهداف سورية الأرض والدولة والشعب والقدرات وبدعم أمريكي صهيوني غربي..!!

لقد أثبتت هذه الجماعات خطورتها على الإسلام والمسلمين وعلى الأمة وعلى امنها الوطني والقومي والمفترض أن تتكاتف الجهود لمواجهة هذه الجماعات الإجرامية وادانة أفعالها الإجرامية المسيئة لله والرسول والدين والأمة والشعوب العربية والإسلامية..!

Share

التصنيفات: أقــلام,عاجل

Share