Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

وادي الجنات.. الطبيعة في أبهى صورها

محمد الدحان

على عتبات جبال الصلو الشاهقة، حيث السحب تغطي المكان على هيئة مدرجات سماوية، وتتسارع كالأمواج في سباق مع بزوغ ضوء النهار الخافت.

يتوسط الوادي تباب كثيفة مكتسية بالخضرة سحر الطبيعة وادٍ خصيب، غزير الماء، عظيم الخير وافر الثمرات، وهو ليس كأي وادي، إنه وادي الجنات، لوحة جمالية صاغها الرحمان بعناية، يكاد المرء يفقد بوصلة توجهه وهو بين أشجاره.

تحت ظل حصن الدملؤة الشهير، يقع وادي الجنات، موطن جمال الطبيعة، وسحرها الأسر، للوادي شلال طويل ينسكب من سفح جبل المنصورة، ويلتقي بالسيول المتساقطة بالجبال ويسير عبر الوادي حتى يصب في خدير.

والجنات مشتق من الجنة اسماً وواقعًا، وهو وادي ينحدر شمالًا باتجاه خدير بمحافظة تعز، ويستمد أهالي الجنات حياتهم من الوادي، حيث يعتمدون بشكل كليّ على زراعة المحاصيل والخضروات والفواكه، ويبيعونها في الأسواق الريفية والقرى القريبة.

أهازيج  الزراعة

وحده خرير الماء وعذوبته، في هذا الوادي من يستقبل الزوار القادمين من الأرياف ويشكل صخبًا مرتفعًا مع أصوات الفلاحين والرعاة، ليجعل الزائر أشبهه بفاقد السمع وهو يتنقل بين الأحواض المائية الصغيرة، والحقول الزراعية.

أثناء السير في ثنايا الوادي ستواجه الرجال حاملي معاولهم في أكتافهم وعلى رؤوسهم الشيلان الخضراء القديمة، والنساء بأزيائهن القديمة، ووجوههن مصبوغة بمادة صفراء” الهرد”.

وهي مادة تستخدمها النساء بكثرة في الأرياف لحماية وجوههن من اشعة الشمس، وللمحافظة على جمالهن.

على طول الطريق سترافقك أصوات العصافير، وأصوات الفلاحين وهم يرددون الأهازيج المخصصة للزراعة “اليوم يالله، اليوم دايم”، ” ألا يالله بسيل يقرح راعده”.

    مشاهد ساحرة لشلالات بهذا الوادي

لا قيمة لزيارة الوادي مالم تغامر في السباحة في الأحواض المتوسطة ” بركة”، تغوص بين مياه الوادي الباردة، وتتعارك مع الأصدقاء لحظة إثبات من يمتلك القدرة على غطس الأخر، وهناك في أطراف “البركة” أطفالًا يتبادل الرش ويتدافعون للسباحة.

وما يلفت انتباهك وانت تسترخي على المياه أصوات القرود وحركاتهم البهلوانية فوق الأشجار في أعلى الحبل، وينتابك الهلع على فتاة قاعدة فوق صخرة كبيرة بالقرب منهم، وترمي بالأحجار صوب أغنامها التي يبدو أنهن يحاولن الهروب عليها.

سحر الطبيعة

ليس هناك طريقًا أخر سوى السير على الغيل، للوصول إلى أعلى الوادي، ورؤية المزيد من سحر الطبيعة وجمالها البديع. وأثناء نظرك نحو القرية ستشاهد أعمدة الدخان تتصاعد من المنازل منذرة بقرب الظهيرة، حينها لن تتمنى شيئًا سوى طول الوقت..

على مقربة من مكان سقوط الشلال تتمايل أغصان الزيتون كالراقصات، وتتلاطم على ثمارها، والمانجو محملة بثمارها بكثافة على طول الحقول والوادي.. وأنت ضائع بين أشجار المانجو والزيتون والفرسك، وبين الحقول الزراعية تبحث عن منظر أخر يبعث فيك الدهشة والذهول، ستلفت نظرك فتيات جميلات يسرن كالطابور محملات بالحشائش، والتراب قد أحجب جمالهن لابد أن ستشعر بالعطش، ولن يكون أمامك سوى السؤال. وعندها سيدلك أحدًا على عين تحت صخرة كبيرة يخرج منها ماء بارد بغزارة، وعندها ستضع يدك تحت الماء لتحتوي ما يروي عطشك، مرة وأخرى..

يتمتع الوادي بالكثير من المناظر الجميلة، والصور البديعة التي قل إن تجد مثلها، لكن تعدد المناظر الجميلة، يفقد الزائر تذكر التفاصيل وتوضيح كل الأشياء.

Share

التصنيفات: تحقيقات,عاجل

Share