Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

طه العامري: ( شيرين) فلسطين وذكرى النكبة الكبرى!!

 

تزامنت جريمة اغتيال الصحفية العربية الفلسطينية #شيرين _ابو عاقلة. مراسلة( قناة الجزيرة) في فلسطين المحتلة مع مثول _الذكرى الرابعة والسبعين_ لكارثة أو نكبة العرب الكبرى والمتمثلة بقيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين العربية  عام 1948م بقرار من المستعمر البريطاني الذي منح فلسطين للصهاينة تنفيذا لوعد( السر بلفور) وزير الخارجية البريطاني أوائل القرن العشرين الذي عمل بتوصيات وقرارات المؤتمر الصهيوني الأول الذي ترأسه الصهيوني( هرتزل) في مدينة( بازال السويسرية)  المنعقد عام 1898م والذي أعتمد فكرة إقامة وطن قومي( لليهود في فلسطين)، بعد أن تخلت العصابات الصهيونية والترويكا الاستعمارية عن كثير من الأراضي التي عرضت لتكون وطنا مزعوما للصهاينة في أكثر من قارة من قارات العالم لكن في الاخير تم اختيار فلسطين لعوامل كثيرة متداخلة أبرزها فرض قيم التخلف والتمزق على الأمة العربية والحيلولة دون تقدم هذه الأمة أو تطورها أو تتقدمها الحضاري أو وحدتها وتكامل اقطارها.
جريمة اغتيال #شيرين _أبو عاقلة تتماهي في تداعياتها مع جريمة  احتلال  وطنها فلسطين في 15 مايو 1948م على يد العصابات الصهيونية وبتواطو الدول الاستعمارية وأنظمة الذل والخيانة العربية حينها وهي ذات الأنظمة في الغالب التي لاتزال تتربع على سماء الأمة وجغرافيتها وهي التي تنادي اليوم وبتفاخر ل (التطبيع) مع العدو الذي يحتل فلسطين ويدنس مقدساتها ويقتل أبنائها ومنهم #شيرين _ أبو عاقلة..
للعام ال 74 على التوالي..
بيد أن من تابع حادث إغتيال ( شيرين) والكيفية التي تعاملت بها قوات الاحتلال مع الجريمة بدءا من إرتكاب الجريمة ومحاولة تمييعها وإلقاء اللؤم على أبناء شعبها وحين وجدت قوات الاحتلال نفسها عارية ومجردة من المصداقية راحت تسوف وتسوق الروايات عن الجريمة، على أمل تتويه قناعات الرأي العام الفلسطيني والعربي والدولي وإحداث حالة إرباك تجعل الجريمة عنوان لجدل بيزنطي يعطي القتلة متسعا من الوقت للتسويف وامتصاص الغضب الناتج عن الجريمة، لكن (شيرين) وهي التي قضت عمرها تنقل بالصوت والصورة جرائم وانتهاكات قوات الاحتلال بحق جغرافية وطنها وبحق أبناء شعبها بكثير من الحيادية والموضوعية والمهنية الراقية أصرت حتى بعد اغتياله إلا أن تفضح جرائم المجرمين وتؤكد لكل الدنياء حقيقة السلوك الإجرامي والعنصري لقوات الاحتلال ونظام الفصل العنصري الجاثم على أرض فلسطين العربية، نعم أصرت (شيرين)  وبعد أن فارقت الحياة أن تفضح النظام الصهيوني أمام العالم في أخر تقرير أعدته وهي محمولة على النعش متجهة نحو مثواها الأخير وكيف تعاملت قوات الاحتلال مع جثمانها ومع موكب التشييع كاشفة للعالم حقيقة انحطاط وبذات القتلة المحتلين وقالت في موكبها الجنائزي ما لَم تقوله بشفافية طيلة رحلتها المهنية بحكم القيم والقوانين والقواعد المهنية لمهنة كانت بطلتها تنقل للعالم أخبار وطن محتل وشعب يعاني من قساوة وجبروت  الاحتلال  إلا أن أصبحت هي (الخبر) ..؟!
لا أعتقد أن قوات الاحتلال الصهيوني قد وجدت نفسها في مأزق أخلاقي وحضاري وإنساني كما هو حالها اليوم مع (شيرين) التي كانت وستبقى فعلا إيقونة مهنية ونجمة في السماء وقد خلدت نفسها في الوجدان والذاكرة الجمعية الإنسانية جاعلة قضية وطنها وشعبها تحضر في الذاكرة الإنسانية بقوة وبحضور غير معهود في مسار القضية الفلسطينية..
نعم إنها كشجرة الزيتون تقاوم التطلع بالتجذر وكما انذرت نفسها في الحياة لمهنتها ولنقل هموم وتطلعات شعبها وقضيته العادلة، أصرت أن تقدم روحها فداء لمهنتها وقيمها الإخلاقية وشعبها وقضيته العادلة وان تفضح قوات الاحتلال وتجرده من كل أوراق كان يتوهم إنها تستر عورته؟!
(شيرين) قد لا تختلف عن عظماء فلسطين الذين أنذر ا وحياتهم لقضية وطنهم بل قد تكون أكثر عظمة من كثيرون ترددت أسمائهم في ذاكرتنا وتركوا في قلوبنا جروحا غائرة يصعب دملها، لكنها أي (شيرين)  تركت في قلوبنا ووجداننا وذاكرتنا وعلى انصع صفحات هذه الأمة مأثر عابقة، وبقدر خلود فلسطين والقدس والأقصى في قلوبنا وذاكرتنا الجمعية ستبقى (شيرين أبو عاقلة) كذلك، كما ستبقى حاضرة في الذاكرة الإنسانية كأيقونة لمهنة وعنوان جامع لقضية وطن اسمه فلسطين  وحكاية شعب اسمه الشعب الفلسطيني.
سلاما عليك شيرين يوم ولدتي ويوم استشهدتي ويوم تبعثي حيا تقتصي من جلاديك وقتلتك.

ameritaha@gmail.com

Share

التصنيفات: أقــلام

Share