Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

قـلافـــد

حسن عبدالوارث

 

يبدو أن الأوضاع في هذا البلد لن يستقيم لها عود الأمان والطمأنينة والاستقرار مادامت ثمة مراكز قوى تقليدية تقبض على زمام الأمور في عدد من أخطر مفاصل الجيش والأمن عدا مؤسسات الدولة الأخرى.

 

إن من عاش عمره كله يحمي مصالحه الخاصة لا يمكن أن يحمي مصالح الوطن و المواطن بين ليلة وضحاها.

 

ومن ظل يختزن المال الفاسد من صفقات مشبوهة وعلاقات مشوهة لا يمكن أن يصحو ضميره فجأة ليهب روحه في سبيل القضايا الوطنية العليا ويذود عن الوحدة والديمقراطية والدولة المدنية الحديثة.

 

ولا يمكن لحوار – مهما كانت نوايا القائمين عليه والمشاركين فيه حسنة للغاية – أن يْفضي إلى حلول ناجعة لأزمات هذا البلد مادام الفاسدون والقتلة واللصوص بين ظهرانينا يحكمون ويتحكمون بمصائر البياض الأعظم من الناس الذين لا زالوا يرزحون تحت وطأة الفقر المدقع والمرض الفتاك والجهل الغاشم وكأنِ الإمامة لا زالت قابعة على العرش أو لا زالت القرون الوسطى قائمة في الواقع!!

 

إن حواراٍ – في ظل وضع كهذا – لن يكون سوى حوار طرشان أو ضحك على الذقون في أحسن الأحوال!

 

> أختلف كثيراٍ مع الأخ سلطان سعيد البركاني لكنني أتفق معه تماماٍ في قوله أن من دخل الحوار بمشروع صغير اصطدم بغالبية تبحث عن مشروع وطني كبير.

 

والحق أن أصحاب المشاريع الصغيرة ظلوا يسودون الساحة ردحاٍ طويلاٍ من الزمان حتى كدنا ننسى أن ثمة مشاريع وطنية وقومية كبرى رببنا على روائحها في بطون الكتب وردهات الجامعات وأروقة الأحزاب.. غير أنها ظلت مجرد روائح تجول في الأنوف ثم تتلاشى في الأرجاء.

 

أما آن الأوان أن تغدو هذه القضايا الكبرى هي الأجندة الرئيسية في حياتنا اليومية¿!

 

> اعتلت فتاة منقبة منصة مؤتمر الحوار.. للوهلة الأولى لم يْعرها الحاضرون انتباهاٍ خاصاٍ فثمة عديدات في مثل جنسها وملبسها تحتشد بهن القاعة وبعضهن صعدن قبلها إلى المنصة..  غير أنها بمجرد أن عرِفت بنفسها ضجت قاعة المؤتمر بالتصفيق والتهليل.. فهي سميرة إبنة علي قناف زهرة أحد المفقودين في صحراء الصراع السياسي المقيت الذي اكتظ به تاريخنا الحديث والمعاصر..

 

وغير علي قناف زهرة عديدون لم يْعرف لهم مصير أو قبر حتى هذه اللحظة!

 

ولعمري إذا لم ينتصر أهل الرأي والحكمة في هذه الأمة لهذه القضية فإن اليمنيين جميعاٍ سيكونون شعباٍ لم يْعرف له قبر!!..

Share

التصنيفات: الصفحة الأخيرة

Share