Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

ناديه الحضرمي: يمن اليوم واليمن المأمول

ناديه الحضرمي

alhadrmynadia@gmail.com

يشهد اليمن منذ عقد من الزمن أزمة طاحنة استفحلت مفرداتها حتى وصلت الى تعميق التقاطعات بين مكوناته، وأصطفافات لم تعمل على تجاوز الازمة وصولا لسلام مجتمعي يساهم في بناء اللحمة الوطنية اليمنية بما يخدم بناء يمن يغادر فيه حالة التخلف التي يعاني منها على مختلف الصعد، رغم مفارقة أن هذا البلد يمتلك، لو استثمرت، من الإمكانات المادية والبشرية ما يؤهله للانتقال الى حالات أفضل تليق به وبتاريخه العريق.

الازمة الحالية الطافية على سطح الاحداث ، والحرب الظالمة التي تشن على اليمن ، والتي طالت في أذاها الإنسان والأرض والحجر والشجر ، لم تكن إلا نتيجة تراكمات سلبية ، البعض منها يعود لأسباب داخلية مجتمعية ، استُثمرت لتأجيج الصراع ليأخذ أبعادا خارجية مغرضة ، فالبنية القبلية وتمركز الثروة وغياب العدل في توزيعها ، والانتماءات المناطقة الضيقة وغيرها من العوامل السلبية ، أدت في نهاية المطاف الى غياب وتبعثر اللحمة الوطنية اليمنية ، مما شكل ضعف واضح في المجتمع اليمني عندما تخندقت بعض مكوناته في أطر متقاطعة غلبت مصالحها الضيقة على حساب المصلحة الوطنية العليا.

لذلك نقول أن مسببات الازمة اليمنية مركبة وذات أبعاد داخلية وخارجية ، واذا أريد وضع حلول جذرية لها لابد من تحديد سماتها أولا وتفهم خطورتها الحالية والمستقبلية على اليمن ، حيث أن المطلوب أن لا يُسمح بتصاعد وتائر الازمة نحو أعلى مستوياتها ، بل على العكس من ذلك العمل على تفكيكها لضمان عودة الحياة الطبيعية لليمن وبما يضمن السلام المجتمعي ، خاصة وأن اليمن ما زال بعيدا عن أستثمار موارده الطبيعية مما وضع البلد في حالة العجز بالإيفاء بمتطلبات العيش الكريم لمواطنيه ، ناهيك عن حقيقة مؤكدة تتمثل بأن أي أزمة يعاني منها بلد فقير الموارد وذي بنية متقاطعة ويفتقد أصلا لبنية تحتية خدمية وصناعية متينة ، سوف تكون الازمة التي يمر بها أحد أهم العوامل في تأكل البلد وتعمق حالة التراجع على صعيد الدولة والمجتمع.

لا شك انه ما من حل لمغادرة هذا الوضع إلا عبر تصالح مجتمعي قائم على فكرة المشاركة وتوسيعها، فالوطن للجميع ومسؤولية الحفاظ عليه وعلى مستقبله واستقراره هي مسؤولية جماعية متشاركة، فاليمن بما حباه الله من موارد طبيعية غير مستثمرة، وموقع جغرافي مميز على الصعيد الاستراتيجي، وشعب عرف بذكائه الفطري العميق، قادر على بناء دولة تحتل مكانتها المميزة في محيطها الإقليمي والعربي، وهذا ليس أمرا مستحيلا حيث تشهد صفحات التاريخ البعيد قيام دول وممالك على أرضه مثلت وجسدت الدولة القوية المزدهرة، ومارست أدوارا فاعلة في محيطها الجغرافي.

يمننا لا يحتمل التقاطعات حد الإحتراب، فالخسارة مشتركة ويعم أذاها الجميع، كما سيبقي اليمن في حالة عوز دائم اذا ما استمرينا في الاتجاه نحو مزيد من الخلاف يكون في الغالب ضحيته المواطن أولاً، ويفتح المجال واسعا للتدخل الخارجي.

أخيرا نقول، أنه في نهاية كل حرب وأزمة لابد من طاولة مفاوضات لأنهاء الاستثناء الذي تمثله الحرب، فالقاعدة هي السلام والحرب استثناء عابر، ومن واجب القوى الخيرة التي تسعى لبناء يمن أمن ومستقر السعي لتجسيد قول الرسول العربي الكريم (الإيمان يمان والحكمة يمانية).

Share

التصنيفات: أقــلام

Share