Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

مصطفى عامر: المعاشيق..”وشويّة عيال حبِّيبة”.!

عشية دخول المجلس الانتقالي قصر المعاشيق، الذي أسماه فيما بعد “قصر اليمامة”، كتب أنيس منصور، أحد الصحفيين التابعين لهادي، تغريدةً بالغة الصدق يدعو فيها أقرانه المسؤولين في “جمهوريّة فنادق خادم الحرمين” بالفرار من السّعوديّة قبل أن يتم اقتيادهم جميعًا إلى واحدٍ من سجون المملكة.
 
ولأنّ أنيس منصور كان مذعورًا في تلك اللحظة فقد كان صادقًا إلى حدٍّ بعيد. فهادي وحكومته- في حقيقة الأمر- لا يفكرون بالوصول إلى صنعاء ولا يفكرون بالوصول إلى عدن، ولا تربطهم حتى علاقة عاطفية بهاتين البلدتين. وكلّ ما يفكّر به أولئك “الدببة الطيبون” هو الوصول إلى “قلب الملك” و”عطف الملك” و”جيب الملك”.
 
على أنّ الدّالة التي تحكم “جمهوريّة هادي” لا تختلف كثيرًا عن الدّالة التي تحكم المجلس الانتقالي، فجميعهم يبحثون عن دوام الرّضا، والعمل الوحيد الذي يقوم به مختار الرحبي على سبيل المثال، وهو شخصٌ يتبوأ منصب رفيع في جمهوريّة هادي، هو تجميع تغريدات الموالين للمجلس الانتقالي التي تثبت أنّ أعضاء هذا المجلس يقولون أنهم “يحبّوا المملكة وهمّا في الأصل مبيحبوهاش”؛ وفي المقابل، ولأن لكلّ فعلٍ ردّ فعل وفقًا لنيوتن، يحلف عيال الانتقالي بالطلاق أنّهم يحبّون الملك، ويقبّلون التراب الذي يمشي عليه، وأنّهم على أتمّ الاستعداد لتبديل حفاظات جلالته فيما لو ألمّت به ساعة العُسرة!
 
هكذا يتبدّى ما حدث في “قصر المعاشيق” مؤخرًا باعتباره عراكًا، لا أكثر، بين “شويّة عيال حبِّيبة” لن يلبث أن ينتهي فور أن تقرّر الدول الراعيّة “لفلفة جهالها”، واتخاذ ما تراه بشأنهم.
 
حسنًا، سنحاول أن نكون أكثر إنصافًا ونقول أنّ عيال الإمارات “بهذلوا بعار” عيال السعوديّة. على أن الميسري في المقابل، وهو وزير داخليّة عيال السّعوديّة، قال تصريحًا بالغ الأهميّة قال فيه بأنّ عيال السّعوديّة كانوا سيتغلبون على عيال الإمارات لولا أنّ الإمارات تدخلّت إلى جوار عيالها، وقال أيضًا كلامًا كثيرًا خلاصته، على أيّة حال، أنّه كان ينبغي على السّعوديّة أن تقف إلى جوار عيالها.
 
الأمم المتحدّة، ولا نقول فيها إلّا ما يرضي الربّ، شعرت بالقلق ممّا فعله العيال، وكعادتها قالت لأمّ كل عيّل تستهدي بالله وتلم عيالها لأن وضع المنطقة لا يحتمل ومش حلو تضحّكوا عليكم العالم والنّاس.. إلخ. على أنّ السّعودية- هداها الله- قامت بضرب عيال الإمارات “من العَشي للصباح”، في تلك الأثناء نُشر فيديو لبن بريك وهو يقول للسعوديّة ما معناه: “كه اضربوا الحوثيين اللي دعسوكم خمس سنين للآن والا حيركم على الضعاف”؛ واجتهد عيال السعودية في نشر هذا الفيديو على نطاقٍ واسع.
 
الملهاة أعلاه، وأقولها بصدق، هي صورةٌ بالغة الدّقة لما يحدث بالضّبط، على أنّ المأساة الحقيقية تكمن في عقول السُّذّج الذين يؤمنون بهادي رئيسًا، ونظرائهم الذين يرون في بن بريك بطلًا.
 
ولهذا أتمنى من أتباع* الطرفين الإجابة عن سؤالين كلٌّ فيما يخصّه:
– ما الذي بوسع هادي ليفعله فيما لو شعرت السعوديّة بالسّأم، وقام أحد الأمراء المخمورين بضربه على قفاه، وعلى الهامش أعلنت السعودية دعمها للمجلس الانتقالي، أو- على الأقل- غضّت الطرف عنه؟
 
– ما الذي سيفعله أبطال الديجيتال في الجنوب فيما لو قالت السعودية لهم: بح، شطّبنا، وكل عيّل يلزم حدوده؟
 
أمّا ما لم تدركه السعودية والإمارات، وعيالهما، أنّ لهذه البلدة القول الفصل، وأنّها- ولأنّها كريمة الأصل- لا تأكل بنهديها.
Share

التصنيفات: أقــلام

الوسوم:

Share