Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

مجنون يسعف مجنوناً آخر.. الكوليرا كانت السبب!!

عبدالعزيز الشويع

ذهبت شيماء الفتاة العشرينية لزيارة خالتها التي أصيبت موخراً بمرض الكوليرا نتيجة تفشية بشكل غير مسبوق في اليمن بفعل سموم الصواريخ والاسلحة إضافةً إلى الحصار الصحي و الغذائي .

في مستشفى 22 مايو شاهدت شيماء مستشفى أشبه بسجن تعسفي، عشرات المرضى على كراسي متكسره، وأمهات يحتضنِ أطفالهن على البلاط، جدران متسخة ومستشفى تفتقر الكادر الصحي والأدوية، نظافة كاد ان تكون كل 24 ساعة.

نظرت شيماء لرجل أصبعه مقطعة ويظهر من ملامحة علامات الجفاف اشعث اغبر يستلقي على بطنه وكأنه مجنون، سألت شيماء الطبيبة ردت عليها إسمهُ عباس وهو مجنون أصيب بالكوليرا، وكأنه ليس بشراً او ربما بسبب زحمة المرضى المصابين لم يعد يهمهم ذلك المجنون، حاولت ادخل معها ببعض الأسئلة فكان جوابها بعد شويه انا مشغوله يا بنت، انتظرت حتى اكملت عملها وسألتها من الذي أتى بـ عباس المجنون إلى هنا، كان جوابها صادماً لي، أسعفه صديقه المجنون، يبدو أنه أصيب بالمرض بسبب أكلهُ من براميل القمامة و عدم الاهتمام بنظافته بسبب جنونه.

رجعت شيماء الى غرفة خالتها لتشاهد صحتها، جلست شيماء ولفت انتباها رجل مسن اصيب بمرض الكوليرا أيضا، ولكن وضعة كان مأساوي فهو مصاب أيضا بمرض الزهايمر، وكلما أتت إليه الممرضة لتركيب المغذيات والعلاجات سألها بنفس السؤال الذي ظل يتكرر لساعتين، ماذا تفعليت..؟ من الذي أتى بي إلى هنا..؟ أين أنا..؟ وكأننا نعيش في أحلام الجحيم، كانت تتسأل يبدو أنني أمر بحلم في المنام أم انا اعيش الواقع بمأساويته.

مات عباس فايقض الإنسانية !

غادرت المستشفى وقلبها يشتعل ناراً وقهراً على اؤلئك المرضى وخصوصاً المجنون عباس، لم تشعر بحركة السيارة والشوارع حتى وصلت منزلها، ولم تشعر بوجودها في غرفتها الضيقة بسبب حزنها على عباس، لم تنام تلك الليلة، أصرت على والدتها في اليوم التالي زيارة المستشفى لتتأكد من صحة خالتها لعلها توافق في محاولة منها زيارة المجنون “عباس” ، بعد جهد وافقت والدتها على الذهاب ولكنها خائفه من انتقال المرض، بعد وصولها إلى المستشفى سارعت لتبحث عن عباس، في جميع غرف وازقة المستشفى، ولكنها لم تجده كانت حزينه، و تتسأل هل تم طرد عباس من المستشفى.؟ سألت إحدى الممرضات في المستشفى، اين ذهب المجنون الذي اصيب بالكوليرا..؟ في محاول منها معرفة مكان عباس، جاوبت تلك الممرضة؛ غادرت روحه الحياة ليلة البارحة، عباس توفي….

شيماء أتصلت بي لتخبرني بالقصة وتعلن طوعتيتها ودعمها الكامل للحشد_الشعبي_لمواجهة_الكوليرا، من أجل توعية المواطنيين …

وكانت تحدثني وتتمنى لو أنها درست مجال الطب وليس الإعلام لتنقذ هؤلاء المرضى، ولكنها لم تدرك بأن الإعلام هو من سيحد من انتشار هذا الوباء بالتوعية والتثقيفي والإرشاد ..

مات عباس المجنون فايقض الإنسانية في شيماء و ملايين البشر ، رحمة الله على عباس وسلام الله على شيماء الإنسانة، والشفى للمرضى، أسأل الله العظيم ان يعافي كل مريض وان لا يصيبنا في صحتنا ويحفظ وطننا من الأمراض والأوبئة والحرب.

#الحشد_الشعبي_لمواجهة_الكوليرا

Share

التصنيفات: أخبار وتقارير,تحقيقات

Share