Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

ماذا حدّث للتركيبة النفسية لليمنيين ؟

الوحدة نيوز:

بأي ذنب يقتل أب ببرود بناته الثلاث ملاك ، ورغد ، ورهف ، وهن في عمر الزهور ، العقل لا يتوقف عن تخيل هذا المشهد المؤلم، سماع أصواتهن، الغرغرة، ثم الصراع مع الموت، كل هذا يدعو إلى التساؤل بمرارة ، ماذا حدّث للتركيبة النفسية لليمنيين ؟.. أحقا ثمة بشّر بهذه القسوة ؟!.

ففي سابقة خطيرة هزت المجتمع وليست الأولى ،استيقظت صنعاء، صباح الجمعة على جريمة بشعة، أب بقتل بناته الثلاث غرقا، وهذا ما أكده مصدر أمني بأمن أمانة العاصمة، أن المدعو علي عبدالله النعامي، (والدهن )أقدم على قتل بناته الثلاث ( رغد 10 أعوام رهف 7 أعوام، وملاك 15 عاما ،غرقاً في برميل مياه، بحي الصافية، حارة النصر الواقعة جوار جامع الحسن .

الحلقة الأضعف والأكثر عرضة لويلات الحرب

ماذا يمكن أن يقال أزا هكذا جريمة، وبعد هذه الاعترافات المنسوبة إلى الأب الجاني، هل يمكن التبرير عن الدوافع في مثل هذه الجريمة التي أصبحت اليوم قضية رأي عام.

يؤكد ناشطون ومهتمون في مواقع التواصل الاجتماعي ، أن للحرب أثار نفسية مرعبة على المجتمعات، غير أن الأطفال بمختلف فئاتهم العمرية هم الحلقة الأضعف والأكثر عرضة لويلات الحروب، ينالون القسط الأكبر من تداعياتها سواء من قتل أو من تشرد أو من آثار سلبية على جميع تفاصيل حياتهم والتي ربما لن تفارقهم حتى بعد نهاية الحرب.

الناشطة المجتمعية، فريال مجدي لـ “الوحدة نيوز” ، تقول ما حدث للفتيات التي تم اغراقهن من قبل والدهن قضيه يجب أن لا يتم اغراقها كسابق الجرائم الأخرى، التي بُرر فعلها بدواعي الفقر أو الحالة النفسية أو الظروف .

وتسألت هل المفهوم الذي لم يعد مفهوما أن الوالد غير محاسب عن قتل أولاده صار ذريعة كل والد يرغب بخلع عباءة الأبوة والمسئولية هو الشماعة، التي تعلق عليها جرائم ترتكب كل يوم منها ما يظهر على السطح، ومنها ما يتم إخفائه ?!.

لا تبرروا للقتل كي لا يتفشى أكثر

من ناحيته ، يقول الكاتب والمثقف ، عبدالمجيد التركي، “لا تبرروا للقتل كي لا يتفشى أكثر.. فالضحية هم أطفالنا الذين يدفعون ثمن حماقاتنا باستمرار”.

و أضاف في منشور كتبه على صفحته في “الفيس بوك” كلنا بدون مرتبات.. أنا أستلم ما يعادل 50 دولارا كل ثلاثة أشهر، كنصف مرتب، وهذا المبلغ لا يكفي حتى لأن تملأ معدتك بالماء طوال تسعين يوما.. لكن هذا لا يبرر لي أن أقتل أطفالي.

وترى الدكتورة منى المحاقري ، أن وتيرة العنف الاجتماعي باتت في تزايد بشكل يستدعي ضرورة مناقشة الأسباب، وطرح الحلول وحماية المجتمع من التبعات المأساوية لمثل هذه الجرائم الوحشية، كجريمة تعذيب وقتل السقاف لزوجته هدى الشرجبي، وجريمة قتل النعامي لبناته الثلاث.

وأردفت : ” كنا نتهم المنظمات المدافعة عن حقوق النساء بالمبالغة عند الحديث عن ظاهرة العنف المبني على النوع الاجتماعي، ولكن وتيرة العنف الاجتماعي باتت في تزايد”.

انقطاع المرتبات والعنف المتكرر!

فيما يرى ناشطون ومهتمون في مواقع التواصل الاجتماعي ، إن الآثار الخطيرة والعديدة للحرب في اليمن بدأت بانقطاع المرتبات عن موظفي الدولة، ثم من التعرض المتكرر للعنف وانعدام الأمن على نطاق واسع، وتشمل نقص الأغذية، والأمراض، والفقر المتفشي والمتسارع، وصولاً إلى تحطم الروابط الاجتماعية وانعدام الخدمات الاجتماعية الأساسية، تشكل بمجملها ضغوطاً هائلة على اليمنيين، مما يفاقم بشدة من تدهور الصحة النفسية على أوسع نطاق.
وأشاروا في منشورات كتبوها في صفحاتهم على “الفيس بوك” إلى أن هذه الجريمة وغيرها مما مضى وما هو آت، سببها تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد واتساع فجوة الفقر ، وحرمان موظفي الدولة من مرتباتهم المنقطعة منذ 3 سنوات .

الوضع المعيشي ليس مبرراً لقتل الأولاد

أما ناشطون أخرون، أكدوا أن الوضع المعيشي ليس مبرراً لقتل الأولاد، ولا القاعدة الفقهية بخصوص عدم أخذ الأصل بالفرع، ولا الحالة النفسية للجاني، واستشهدوا بقوله تعالى :
“ولا تَقْتلُوا أولادَكُمْ من إِملاقٍ نحن نَرزقُكُمْ وإيَّاهُمْ” (الأنعام: 151)
“ولا تَقْتلُوا أولادَكُمْ خَشْيَةَ إِملاقٍ نحن نَرزقُهُمْ وإيَّاكُمْ” (الإسراء: 31)

الجاني كان على خلاف مع زوجته!

ووفقا للرواية الرسمية لادارة البحث الجنائي في العاصمة صنعاء، فإن الأب الجاني بّرر جريمته في التحقيقات بالقول  أنه :”كان على خلاف دائم مع زوجته ، التي أخبرته بأنها ستغادر المنزل لتسكن في منزل أخيها ، وستأخذ نصف أثاث المنزل وتأخذ معها بناتها ، فرفض طلبها ، لكنها أصرت وخرجت من المنزل وحدها ، وبعد ساعة وجد بناته يجمعن ملابسهن للمغادرة ، فاشتد غضبه نتيجة عدم رضوخهن لأمره بالبقاء ، وقام بأخذ البنت الصغيرة “رهف” ، واغرقها في برميل ماء كبير كان موضوع في صالة المنزل ، ثم قام بخنق البنت الوسطى “رغد” ، وخنقها بيديه ثم اغرقها ليتأكد من موتها ، ثم قام بخنق البنت الكبرى ، “ملاك” بيديه حتى الموت” .

Share

التصنيفات: أخبار وتقارير,تحقيقات

Share