Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

عبدالملك العجري: إيران والسعودية..والحاجة لويستفاليا إسلامية

لا اريد الدفاع عن ايران ولا عن طموحاتها ..ولا تشغلني عن قضيتي الأساسية (اليمن) قضية أخرى الا بقدر ما لها من علاقة بقضيتي الام وما لها من صلة بالحرب العدوانية ..و بقدر ما اقصد الى وضع أسئلة برسم الخفة السياسية التي يتحلى بها سياسيو بعض الدول الخليجية.. هل تعتقدون ان مشكلة أمريكا مع إيران الثورة مزاحتهم لكم النفوذ في المنطقة واطماعهم التوسعية لإعادة امجاد الإمبراطورية الفارسية حد زعمكم ؟
ولنفترض حصول ما تتمنون من سقوط للنظام الإيراني الحالي هل تعتقدون انه سيكون في صالحكم قيام نظام موالي للغرب في ايران ؟
لم تكن مشكلة أمريكا ولا بريطانيا ان إيران الشاه لم يكن لها أطماع توسعية فالأخير كان يلعب دور شرطي المنقطة وحينها كان ملوك وامراء الخليج لا يمانعون من الرقص امام الشاه ولا الانحناء لتقبيل يده بين وكان ذلك يتم بمباركة ورعاية أمريكا وبريطانيا.
مشكلتهم مع إيران بدأت بعد اغلاق السفارة الإسرائيلية في طهران واستدارة الوجهة الإيرانية من الغرب الى الشرق والتزامها السياسي بقضاياه العادلة وعلى راسها قضية فلسطين وعلاقة ذلك بأمن وسلامة إسرائيل .
إيران قادرة على جلبكم مرة أخرى لطهران والرقص امام مرشدها او رئيسها. يكفي استدارة عكسية صغيرة منها من الشرق الى الغرب ولن تكون حتى مضطرة لإعادة فتح السفارة الإسرائيلية يكفي ان تقلص من دعمها لحركات المقاومة الفلسطينية وستكون المنقطة حلال زلال لنظام الملالي على حدكم ترامب قالها صراحه اذا قبلت ايران التفاوض معي ستكون إيران دولة عظمي .
ورغم عدوانية ترامب تجاه ايران الا انه تصريحاته التي يتناول فيها كل من ايران والسعودية لا تخفي النظرة التبجيلية لإيران العظمي ولا تتحرج من اظهار النظرة الاحتقارية للسعودية وبعض امارات الخليج الذين لا يمكلون أي شيء سوى المال ,والخلفية التي تنطلق منها تصريحات ترامب -بوعي او دون وعي -تتمثل في القناعة المستقرة لدى الأطراف الدولية الفاعلية و المجتمع الدولي بضرورة الاعتراف بإيران دولة فاعلة لا يمكن تجاهل دورها في تحقيق الاستقرار للمنقطة ,وفي المقابل الشكوك الكبيرة في مستقبل بعض الممالك الخليجية وعلى راسها السعودية وفي الاعتماد عليها كحليف أساسي او وحيد في المنقطة.. حتى تغيير النظام في إيران لم يعد هدفا مطروحا وغاية ما يريدونه التعديل في سلوكها الخارجي ,وبإيمائه واحدة من ايران تستطيع ان تهز الوضع الجيوساسي في المنقطة كما حصل في 2015م في اتفاق لوزان وهذا ما سيحدث ان لم يكن مع ترامب (وكل شيء منه متوقع) فسيحصل مع خلفه
وعلى فرض حصول ما تتمنون من سقوط للنظام الإيراني الحالي هل تعتقدون انه سيكون في صالحكم قيام نظام موالي للغرب في ايران ؟
اذا كنتم تعتقدون ذلك فانتم لستم اغبياء فقط بل اضل من الحمير فالغرب وامريكا يتمسكون بكم ليس لأنكم خيار جيد بل لأنكم البديل المتوفر بعد خسارة ايران وعلى فرض نجح الغرب في استعادة ايران سيستغنون عن خدماتكم مادام حصلوا على خادم اكثر شطارة ولا تنسوا ان إدارة أوباما كانت قد دشنت الاستغناء عن خدماتكم والمفاوضات مع ايران لا زالت جارية واذا كانت حاجة الغرب للنفط في القرن الماضي جعلتكم منكم حلفاء من الدرجة الثانية بعد ايران الشاة فان هذه الأهمية التي كانت للنفط في العلاقات الدولية قد تراجعت على نحو كبير .
الغرب يدرك أهمية إيران ولا زال على قناعته بضرورة ادماج ايران والاعتراف بدروها والتخلي عن السعي لإسقاط نظامها ولم تتأثر هذه القناعة بانسحاب ترامب من الاتفاق وان أعاق تقدمها مع الاخذ بعين الاعتبار انه لا يريد الا إعادة التفاوض والتعديل على الاتفاق وليس كما يتصور مهرجو الخليج .صحيح انه سلوك ترامب يعرقل من التقارب الإيراني الغربي ولكنه لا يستطيع منع اعادة استئنافه , والأفضل للعرب ودول الخليج سيما السعودية ان يسبقوا الغرب الى ايران قبل ان يسبقهم الغرب والا فان خسارتهم ستكون فوق ما يقدرون ..
بدلا من المضي خلف التهريج السياسي والبحث عن الأمان والاستقرار من البوابة الإسرائيلية والأمريكية بإمكانكم ان تختصروا الطريق و الذهاب مباشرة الى مصدر القلق لديكم من خلال ابداع ويستفاليا أخرى عربية وإسلامية (معاهدة ويستفاليا 1648م التي انهت حرب الثلاثين عام في اوربا) وخلق معادلة جيوسياسية ونظام إقليمي يقوم على احترام السيادة وتوزان القوى وتجنب سياسة العنف والقوة و فرض الهيمنة والطائفية السياسية في العلاقات بين الدول العربية والإسلامية .
ايران أعلنت الشهر الماضي عبر خارجيتها الاستعداد للدخول في معاهدة عدم اعتداء مع دول الخليج وسيكون لو تقبلت السعودية ذلك سيكون خيرا لهما وللمنطقة عموما تحقق الاستقرار وتساعد في اطفاء الحرائق المشتعلة والحروب المدمرة .

Share

التصنيفات: أقــلام

الوسوم:

Share