Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

شرعية المنفى وشرعية الامر الواقع.!

عاصم السادة

استمرار الرهان السعودي على تحقيق مكاسب عسكرية في العمق اليمني من اجل المكاسب السياسية في اي مفاوضات (قديمة-جديدة) حتما ستكون نتائجه خاسرة لأنها -اي السعودية- تقامر حينما تستسهل اليمن ارضا وانساناً وتجهل واقعها الذاتي في مواجهة مثل هكذا بلد.

يخدع نفسه من يعتقد ان القوة المفرطة تجاه الخصم في حال ضعفه سترغمه على الانصياع لشروط القوي آيا كانت في الميدان العسكري او على الطاولة المستديرة لان ثمة عوامل خاصة تتعلق بالقضية الوطنية التي يؤمن بها ابناء الوطن في الدفاع عنها مهما كان الثمن باهضاً.

وهذا ما تجهله السعودية في طبيعة الواقع اليمني اذ انها لم تفهم بعد ما يجب عليها فعله لتتجنب ارتكاب مزيد من الجرائم بحق الابرياء اليمنيين رجالا واطفالا ونساء، لان الحجج والمبررات التي تنطلق عبرها السعودية في حربها ضد اليمن لا يُبنى عليها قانونا ولا شرعا ولا دينا ولا اخلاقيا فهي مجرد اوراق سياسية تحكمها ظروف الزمن ستبعثرها الرياح ولن يقبلها القاصي والداني لتدافع السعودية عن نفسها.

كل مرة تنقاد السعودية لحماقتها ووهم اليمنيين لديها بانهم صاروا قاب قوسين او ادنى من العاصمة صنعاء ولم يتبق سوى بضعة كيلو مترات وذلك يتطلب مليارات الريالات السعودية ودفعة كبيرة من الآليات العسكرية وغطاء جوياً لاستعادتها من قبضة “انصار الله وصالح” وفي نهاية المطاف تجد السعودية ان الخطر لا يتركز على صنعاء بقدر ما بات يشكل خطراً على اراضيها ومواطنيها من افتراءات هؤلاء عليها وردة فعل اليمنيين المدافعين عن انفسهم وحياضهم من اعدائهم.

فكم مرة صرح وزير خارجية “هادي” على وسائل الاعلام العربية والعالمية ان 80 % من الاراضي اليمنية صارت محررة من الانقلابين؟!

وكم مرة صرح الناطق الرسمي باسم التحالف العربي احمد عسيري ان 90% من الاسلحة التي يمتلكها الجيش اليمني من بطاريات ومنصات صواريخ وذخائر وغيرها تم تدميرها كليا.؟

اذا كانت “الشرعية” سيطرت بالفعل على 80% من الاراضي وحررتها من (الحوثيين وصالح) فما الذي يمنعها ان تعود من الرياض لتحكم من ال80% وتستكمل تحرير ال20% المتبقية تحت وطأة المحتلين -حد زعمها-. ؟!

واذا كان “عسيري” دمر 90% من المنظومة الصاروخية للجيش اليمني والمعدات العسكرية ومخازن الذخيرة، ما الذي يجعل قواتهم تُعاود قصف المعسكرات ومواقع الجيش في المحافظات اليمنية مراراً.؟!

تعيش السعودية وهماً هلامياً منقطع النظير بوجود ايران في اليمن متمثلاً بـ(الحوثيين وصالح) وهذا الوهم يعمل على تضخيمه الانتهازيين الذين يستغلونه من اجل مصالحهم الذاتية أكانوا الغرب او العرب ويعدونها فرصة لجني المال السعودي وابتزازها من منطلق خطورة المد الايراني الذي يهدد الامن القومي للمنطقة والعالم اجمع ولاسيما المملكة.!

امام السعودية امر واقع لا بد ان تقف حياله برهة من الوقت وتعيد حساباتها السياسية كرة اخرى وهو القبول بالمتغيرات الاستراتيجية الحاصلة من حولها وعدم المقامرة في سبيل النصر او الموت لان الاصرار على هذا المنطق يخدم ايران والغرب في المقام الاول بينما السعودية تطبق نظرية شمشون الشهيرة “علي وعلى اعدائي”.!

لو امعن النظام السعودي فيما انجزه خلال عام ونصف من عاصفة الحزم واعادة الامل في اليمن سيرى انه لا شيء على السطح يذكر ويمكن ان يقال عنه انجازاً عسكرياً تحقق سوى خسارة تلو اخر واستماته لمن لا يستحقوا.!

المفارقة العجيبة ان السعودية لا تزال تراهن على “هادي وحكومته والتابعين لهما” في احداث متغيرات عسكرية وسياسية على الواقع اليمني رغم فشلهم وهو امر في غاية السخف فإمكانية هؤلاء مجربة لدينا قبل فرارهم وبالتالي الوضع القائم حاليا بالنسبة “لشرعية المنفى” مريحاً لممارسة شرعيتهم عن بُعد افضل من العودة الى صنعاء.!

تبقى الفرص سانحة لإيجاد المخارج المناسبة أكان للسعودية او لليمنيين المؤيدين لها او لليمن والشعب اليمني المعتدى عليه وهو الحوار المباشر مع ممثلي الشعب اليمني في الداخل وايجاد تسوية سياسية تضم كل الفرقاء السياسيين ..وإلا فهناك شرعية الامر الواقع المكونة من المجلس السياسي الاعلى والبرلمان بالإضافة الى التأييد الشعبي الواسع لملء الفراغ  السياسي الذي تعيشه اليمن وفقا للدستور النافذ وهذه الخطوة الاجرائية صائبة في طريق اعادة ضبط مؤسسات الدولة ماليا واداريا وتفعيلها.

 

 

 

Share

التصنيفات: أقــلام

الوسوم:

Share