Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

زيد الذاري*:خاتمة اتفاق السويد!

تبخرت كل تلك الاجواء التي سبقت انعقاد ” مشاورات” السويد و ادار الجميع ظهره بمحض التوقيع، وعادت تمنيات المبعوث الاممي وقلقه تحتل العناوين، فيما فريق الامم المتحدة يتعزز عددا وعتادا ومطالبات، والاقلام الزرقاء ترسم خطوط الفصل بين اليمن والحوثيين (كما ورد في تقرير الامين العام) وستكثر كما يبدو الخطوط الزرقاء في خريطة اليمن وتلتف وتحاصر وتقسم لإِبعاد المتناحرين عن بعضهم.
إن كانت هذه هي الخاتمة فما أسوأها وان كان هذا هو الحل فهو أسوأ من المشكلة ذاتها على اليمن وعلى الجوار.
تتغنى حكومة هادي بوصفها في الاتفاق وما بعده بأنها (حكومة اليمن)، وصنعاء لم تسعها الدنيا لاعتراف مارتن و القرار و ما بعده بأنها (طرف ند ولم تعد انقلاب)، وهكذا خدرهم الثعلب العجوز ليأخذ من كليهما ما اقتتلوا عليه عبثا.
كان واضحا ان الضجة تلك ليست نتاج تنبه العالم للوضع الانساني- الذي تسببت السرقة عند كل الاطراف بما فيها الامم المتحدة و موظفيها المحليين بتعاظم حجم المعاناة و المجاعة – و ليست تلك الضجة ايضا لضغط طرف داخلي من اجل إحلال السلام – فالطرفين في صراع وجودي مع الاخر – ولا لإستعداد اي طرف منهما للتنازل او لتدوير الزوايا او لتقديم مبادرات متبادلة؛ فالانكار المطلق المتبادل هو الحاكم.
لم يعد سرا ان تفاهما في مستوى اعلى بين قوى خارج الاقليم هو سبب كل تلك الموجة و التنازلات المتبادلة ظهرت في خريطة الاقليم وذهب المجتمعون مساقون بالترهيب وبالاوامر لامضاء اتفاق مبهم شكلا ومضمونا وغريب الصياغة ومفتوح الاحتمالات وتاركا تفسير كل اختلاف لطرف ثالث ولا يشير الى افق حل ولا الى نهاية مرتقبة، بل تجزئة وتقطيع ومصادرة في مقابل وعود لن يأتي وقت استحقاقها.
حذرنا سابقا ونعيد التحذير ونهيب بالجميع ان يدركوا حجم خطورة ما اقترفوه، وكأنه لم يكن كافيا ما تسببوا به من دمار ودماء وايتام ومجاعة بسبب التعنت والصلف والحماقة، حتى يأتوا اليوم وبمنتهى الحماقة يوقعون على استجلاب ما هو اسوأ واخطر ولا يمكننا الفكاك من نتائجه إذا استقر وتم تنفيذه.
اهيب بكل يمني ان يغادر صمته وعلى النخب على امتداد الوطن إعلاء صوت التساؤل على الاقل اذا لم يتمكنوا من الاعتراض .
*رئيس ملتقى الوئام الوطني.

Share

التصنيفات: أقــلام

Share