Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

د.محمود اسحاق: وزارة الصحة أخفقت ومنظمة الصحة العالمية أخطأت

الوحدة نيوز/ خاص:

منذ بدء الحرب على اليمن، تفشت العديد من الأوبئة الخطيرة بين اليمنيين، إذ فتكت بعشرات الآلاف منهم على مدى ثلاث سنوات وصارت تضاهي آلة الحرب القذرة في حصد أرواحهم بلا رحمة..

الكوليرا، الدفتيريا، السحايا، أنفلونزا الطيور والخنازير، الحصبة، داء الكلب، والتهابات الجهاز التنفسي (السارس)، كل هذه الأوبئة المذكورة أنفاً توسعت رقعتها وبطشت بأجساد ظنت أنها قد نجت من الصواريخ والرصاص والقذائف وذلك لأسباب عديدة أبرزها العدوان والاحتراب الداخلي وانهيار المنظومة الصحية وإخفاق وزارة الصحة وأخطاء ارتكبتها منظمة الصحة العالمية في مواجهة تلك الأوبئة.

مدير عام الإمراض والترصد الوبائي بوزارة الصحة الدكتور محمود إسحاق كشف في ثنايا الحوار التالي الكثير من التفاصيل المثيرة عن انتشار تلك الأوبئة بالأرقام وكيف يتم الخلط بين الحالات المصابة بالأوبئة وغيرها لأغراض مادية..فإلى الحوار:

حوار/ عاصم السادة:

 

-ظهرت العديد من الأوبئة خلال الثلاث السنوات من الحرب على اليمن..ما هي الأسباب التي أدت إلى ظهورها وتفشيها.؟

–هناك الكثير من الأسباب ولعل أهمها تدهور المنظومة الصحي والبيئة نتيجة العدوان على البلد الذي دمر البنى التحتية وكذا الحصار وضعف الإمكانيات المادية وتوقف المرتبات وتأثر المنشآت الصحية وكوادرها في أمانة العاصمة والمحافظات والمديريات كون الضربات الجوية لطيران العدوان على المرافق الصحية والمستشفيات أدى إلى تسرب العاملين وتركهم مقار أعمالهم خوفا أنفسهم..وبالتالي فان هذه الأسباب لم يتم تداركها من الوهلة الأولى من خلال العمل الإعلامي الضخم ليوضح للعالم حجم المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني جراء العدوان.

-كم هي الأوبئة المنتشرة حاليا والمسجلة لدى وزارة الصحة.؟

–الأوبئة التي تم تسجلها ورصدها منذ بدء الحرب هي : الكوليرا والدفتيريا والسحايا والداء الكلب والتهابات الجهاز التنفسي (السارس) والحصبة وأنفلونزا الطيور والخنازير..

فبنسبة لوباء الكوليرا سجل من شهر ديسمبر من العام الماضي انخفاضا ملحوظا حتى الآن حيث لم تسجل سوى (3) حالات موجبة مصابة بالكوليرا في العام الجاري أثبتت مخبرياً.

وبالتالي هناك بعض الأشياء التي كان يجب تداركها والانتباه إليها بخصوص غياب التنسيق المركزي والعمل في الترصد الوبائي ودراسة البلاغات وهذا ما سيتم معالجته في خطتنا القادمة حيث لاحظنا أن هناك بلاغات كثيرة يتم خلط عدد الحالات المصابة بالاسهالات المائية التي تقدر سنويا لدى إدارتنا 300 ألف حالة بعدد الحالات المصابة بوباء الكوليرا، فيقال لنا أن لدينا مليون وستة وسبعين ألف ومائتين وستة وسبعين حالة مصابة بالكوليرا، يعني انه تم تسجيل حالات الإسهال المائي ضمن الحالات المصابة بالكوليرا وهذا العمل وراءه أهداف عديدة بعضها مادية؛ ونعلم أن المركز إذا لم يبلغ منه بالكوليرا فانه سيتم إيقافه، وهذا يعد من احد أخطاء منظمة الصحة العالمية كونها لم تحييد هذا العامل.

-يعني انتشار هذه الأوبئة فتحت أبواب الاستغلال لدى البعض للتكسب المادي من المنظمات الدولية على حساب المرضى.؟

–هناك بعض الأشخاص وخاصة المحليين من العاملين مع المنظمات فتحوا هذا الباب، ومن المفترض أن العامل المادي يتم تحيده ودفع المال للمراكز العاملة في مواجهة الكوليرا وذلك بدعم المركز الصحي الحكومي بالحوافز وبالتالي كان هناك حالات مصابة بالكوليرا أو لا، يتم تسليم الحوافز بينما عمل المركز وربط استمراره برفع حالات الكوليرا، أما إذا لم توجد حالات يتم إغلاقه، وهذا سيؤدي إلى تحيز عامل الصحة إلى العامل المادي خاصة في ظل هذه الظروف وانقطاع المرتبات حيث يتم رفع نسب التبليغات بحالات على أنها مصابة بالكوليرا وهي في الواقع ليست كذلك..وهذا طبعا سيؤثر على طرق مكافحة الوباء فبدلا من أن يتم مكافحة حالة أو حالتين في منطقة معينة والقضاء عليها تتشتت الجهود بالذهاب إلى أكثر من مكان لمكافحة حالات وهمية ليست في الواقع كوليرا.

-كم عدد الحالات التي أصيبت وتوفيت أو تماثلت للشفاء بتلك الأوبئة.؟

–بلغ عدد الحالات المصابة بالاسهالات المائية ووبوباء الكوليرا منذ ابريل 2017م حتى مارس 2018م الجاري في عموم محافظة الجمهورية (1076276) حالة في حين بلغ إجمالي الوفيات الناتج عن الاسهالات المائية والكوليرا (2262) حالة، منها (1106) حالة أثبتت مخبرياً.

أما الدفتيريا فقد بلغ عدد الإصابات حوالي (1289) حالة اشتباه فيما بلغ إجمالي الوفيات بالدفتيريا (73) حالة منذ شهر أغسطس من العام الماضي حتى شهر مارس من العام الجاري، بينها (7) حالات مثبتة مخبرياً في أمانة العاصمة وعمران ومحافظة صنعاء وأكثر الحالات المصابة من محافظتي اب والحديدة.

وهنا نلاحظ انه إذا ما تم مطابقة (73) حالة متوفية بالدفتيريا بتعريف الدفتيريا فإنها ستنخفض إلى (63) حالة يعني (10) منها أدخلت بالغلط تماماً كما حصل في حالات الكوليرا، أما بسبب مادي أو غير مقصود ولكن من خلال ملاحظتي منذ تعييني قبل شهرين وجدت أن عشر حالات الوفاة ليست مصابة بالدفتيريا لأنه لا وجود لعلامات الإصابة فلا غشاء ملتصق باللوزتين أو الحلق أو الأنف أو الجلد وفي حال عدم وجود ذلك فلا يعتبر مصاب بالدفتيريا.

وبالنسبة للسحايا وهي بكتيريا تتكون من ثلاثة أنواع فقد بلغ إجمالي المشتبهين إصابتهم منذ شهر يوليو العام الماضي حتى شهر مارس من العام الحالي (1803) حالة  في حين بلغ عدد الحالات المؤكدة مخبريا (16) حالة فيما توفت حالتين في العام الجاري في أمانة العاصمة بنوع (النيسيريا) والى الآن الأمر مطمئن ولم يظهر حالات جديدة.

وهناك أنفلونزا الطيور منها الالتهابات الحادة للجهاز التنفسي وهي عدة أنواع وتعتبر قابلة للتغيير الجيني، ومن المفترض ان تكون لدينا فحوصات لأنفلونزا الطيور والخنازير H1N1)) لكن للأسف ليست متوفرة، ووفقا للإحصائيات الموجودة فان هناك (160) حالة مصابة بـ(H1N1) لكنها غير محددة لأي نوع من أنواع الأنفلونزا الطيور أو الخنازير ويمكن أن نقول عنه انه (سارس) التهابات الجهاز التنفسي الحاد، وقد توفيت (33) حالة منذ ديسمبر من العام الماضي حتى مارس من العام الجاري وهي لم تشخص لدينا كأنفلونزا الطيور خاصة انه لا توجد أي دلائل على احتكاكها بالطيور ولكن قد تكونH1N1  أنفلونزا الخنازير..وبالتالي قمنا بجمع عينات من اغلب الحالات وتم إعطائها لمنظمة الصحة العالمية لإرسالها للخارج لفحصها لكنها عادت من جيبوتي ثم أرسلت مرة أخرى إلى الأردن لكن قبل وصولها للأردن أوقفت ومنعها وزير الصحة الأردني، ولا نعرف كيف ستتعامل الصحة العالمية مع هذا الأمر ونأمل عليهم إعادة العينات إلى هنا وسيتم عملها بالمختبر المركزي.

وهناك –أيضاً- الحصبة والتي انتشرت بشكل مخيف في الثلاثة الأشهر الأولى من العام الجاري حيث بلغ عدد الحالات المشتبهة بوباء الحصبة (1311) حالة في حين بلغ عدد الوفيات (21) حالة وتعتبر البيضاء وابين وعدن وحجة والأمانة أكثر المحافظات انتشاراً للحصبة.

-من الملاحظ أن هناك أوبئة تظهر وتختفي فجأة كالكوليرا مثلا الذي عاود الانتشار مجدداً..ما تعليقك على ذلك.؟

–اعتقد أنها لم تختفي فجأة لاتزال موجودة بعض الحالات من الكوليرا ولكن هذا نسميها “توطن” عندما تكون حالة او حالتين أو ثلاث حالات هذا ما يعتبر وباء وإنما توطن واليمن أصبح الآن موطناً في الكوليرا والأنفلونزا H1N1 حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية.

-ألا ترى أن وزارة الصحة أخفقت في عملية احتواء الأمراض والحد من انتشار الأوبئة في البلاد.؟

— المؤكد أنها خلافات ما بين أعضاء الجهاز الصحي فكلا له رؤيته والمفترض أن يكون الجميع يد وفريق واحد ويكون النقاش داخلي ويخرجوا بقرارات مجمعين عليها ويتم تنفيذها حتى من الرافضين لها لكن الحاصل أن كلا يعمل في دائرة منعزلة وهناك عدم ترابط وكل من له علاقة بمنظمة الصحة العالمية يقدر يحصل على تمويل لنشاطاته فيما بعض البرامج الأخرى لا يوجد لها أي تمويل..وهذا أدى إلى فشل الوزارة على الرغم من أنها تبذل جهد كبير في الفترة الماضية لتوفير الكوادر.

– ما هي الإجراءات والاحترازات التي اتخذتها الوزارة لمكافحة الأوبئة.؟

— الدور الرئيسي يقع الآن على فريق الاستجابة السريع في المحافظات والمديريات بالترصد وكشف الأمراض في أسرع وقت ممكن من خلال ترصد الأوبئة في المراكز الصحية والمستشفيات عن طريق برنامج الايديوز (الإنذار السريع) أو التلفونات.

 

Share

التصنيفات: أخبار وتقارير,حــوارات

Share