Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

د. محمد السنفي : هنا الثورة والتغيير

وفقاً لمنظور القرآن الكريم الذي يعلي من شان العمل، ويجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات هم الأعلون، بل ومحوره الإيمان المولد للمعرفة، المفعمة بالمشاعر الدافعة إلى السلوك الإيجابي الفعال المنتج للحياة الحافلة بحب أصحاب التجارب والعمل، وخدمة الناس، وتنمية حياة الشعوب .

ما نحتاج إليه هو الإيمان المتوهج بالإشعاعات الاجتماعية، الذي يجسد للوحدة والمؤاخاة في الحياة العامة، على اعتبار أن عقيدة التوحيد توحّد المجتمع، في تصوراته وغاياته، وأنماط سلوكه.

بعيداً عن تقاسم الجماعات والفرق الذي أهدرت الكثير من مقدرات الأمم في سجالات نتج عنها مواقف عدائية، وحروب عدائية.

لم تقف في حدودها الدنيا، بل امتدت إلى تقديرات جذرية مهلكة لم تبقي ولم تذر .

وهكذا توارى الدين لدى الإنسانية، لصالح طريقة وطائفة جمعت الخير في جماعة بعينها، أو دين معين، أصبحت الجنة التي عرضها السماوات والأرض ملكية خاصة مقصورة على طريقة وفي هذا انحدار عن التوحيد الذي يجب أن يجعل من الناس صنفين: إما أخاً لك في الدين، أو نظيراٌ  لك في الخلق .

لذا يجب أن يسعى الجميع نحو اكتشاف وظيفة الدين الأصلية الذي تعيد إنتاج معنى لحياة الإنسان، والاعتراف ببشريته ومكانته في الأرض، وتصحيح نمط علاقته بربه، بعيداً عن الصراع المسكون بالرعب والخوف والقلق، ودفعة نحو علاقة تتكلم لغة المحبة، وتبتهج بالوصال مع المعشوق المحب الرحيم، وهي الوظيفة الذي عجزت معظم الجماعات الإسلامية اليوم عن إدراكها، وأغرقت أنفسها وغيرها في نزاعات ومعارك يتجلى فيها كل شيء، سوى الأخلاق وقيم التراحم والمحبة .

والحث على القيم التي تؤسس لحياة الكرامة الانسانية، والمفعم بطاقة الحب الفعالة، دون الخشية من قناعات الموت، المتربص في لاهوت الإلغاء والفرقة الناجية، والتحرر من الصورة النمطية للمعبود، الذي تشكلت صورته في سياق الصراعات الدامية، والحروب العديدة، والسعي إلى ترسيخ صورة رحمانية لالله، تستلهم ما يتحلى به من صفاته الجمالية، وأسمائه الحسنى، ورحمته التي وسعت كل شيء .

Share

التصنيفات: أقــلام

Share