Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

د.عبدالله صلاح: دعوها فإنها مأمورة

قد يكون من المبكر الحديث عن اقتراب موعد حسم المعركة، أو الاقتراب من نهاية الحرب المستعرة في اليمن، فثمة فصول دموية وكارثية ما تزال في انتظار هذا الشعب المغلوب على أمره…
لكن، وعلى وفق قراءة الواقع، والتأمل في التحولات والمتغيرات السياسية والعسكرية المتسارعة، نعتقد أن الخيار الوحيد الممكن لحل الأزمة اليمنية هو الحسم العسكري، فمصلحة الشعب اليمني تتجلى في غلبة طرف واحد وحسمه للمعركة، أياً كان توجه هذا الطرف، وأياً كانت ارتباطاته، فحسم المعركة عسكرياً سيحافظ على الحد الأدنى من وحدة الأرض والمقدرات، وسيحقن دماء اليمنيين لفترة من الزمن…
ما يحدث اليوم من انتصارات متسارعة في الجبهات هو السبيل الوحيد لإنقاذ اليمنيين من استدامة الحروب الأهلية، والحفاظ على الوطن من التمزق إلى سلطنات ومحميات، ومصادرة ثرواته، واحتلال أراضيه وموانئه وجزره…
إننا نبارك لسلطة صنعاء هذه الانتصارات الواسعة ، وندعوها إلى مضاعفة جهودها لحسم المعركة في كل المحافظات الشمالية فقط، وعدم المغامرة مرة ثانية بالتوغل في الجنوب، فلا إشكالية في عودة اليمن إلى ما قبل عام (1990م)، واستتباب الأمن في الشطرين، بدلاً عن تفكيك اليمن وتشظيها إلى ست أو سبع دويلات، وإشغالها وإهلاكها بالحروب الأهلية، كما هو مخطط لها..
باختصار شديد، إن سلطة صنعاء هي المؤهلة اليوم لحسم المعركة في الشمال، وأكرر في الشمال؛ لامتلاكها المشروع، والأدوات، ولأنها تحسن المناورة السياسية وتجيد اللعب على المتناقضات، أما “الشرعية والتحالف” فقد بلغوا مرحلة الإرهاق والعجز واليأس، والأهم من ذلك، فقد خسروا تعاطف الشعب اليمني وثقته، فبعد أربع سنوات من العبث والفشل والهزيمة والحصار والتجويع، وبعد سقوط حجور ودمت ومريس وذي ناعم، لا يمكن لأية شخصية اعتبارية، أو قبيلة يمنية أن تثق بهم، أو تمد يد العون لهم، فالعاقل من يتعظ بغيره…
دعوها، فإنها مأمورة، ولا اعتراض على إرادة الله، وكأني أرى القصور والأبراج تتهاوى أمام عيني الآن.

Share

التصنيفات: أقــلام

الوسوم:

Share