Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

حسن الوريث: هيئة الزكاة والمنظمات الدولية وجهان لسلة غذائية واحدة

شغلتنا وسائل الإعلام بأخبار هيئة الزكاة وفروعها في المحافظات إذ لا يكاد يمر يوم واحد الا ونرى رئيس الهيئة أو مسئوليها يتربعون بل ويتصدرون نشرات الأخبار وهم يقومون بتوزيع السلات الغذائية والناس في طوابير يتزاحمون امامهم لاستلام حصتهم من هذه السلات التي تتصدق بها عليهم هيئة الزكاة وتسمع تلك التصريحات الرنانة من أولئك المسئولين بأن الهيئة وزعت كذا مليون سلة غذائية على الفقراء والمساكين في طول البلاد وعرضها .
وبالمقابل نفس الصور والمشاهد والتصريحات لمسئولي منظمات محلية وهم يقومون بنفس العمل لتوزيع سلات غذائية للفقراء والمساكين لكنهم هذه المرة ليسوا باسم هيئة الزكاة لكنهم وكلاء لمنظمات دولية على اعتبار ان هذه المنظمات المحلية هي الوسيط بحسب الأنظمة التي ابتكرتها المنظمات الدولية للتغلب على الأوضاع الأمنية وعدم قدرة مسئوليها وكوادرها الأجانب على التواجد في البلاد بسبب الحرب الظالمة التي تشنها دول العدوان على اليمن ومخاوف أمنية إضافة إلى تعقيدات ابتدعتها هيئة الشئون الإنسانية على عمل المنظمات وفي الأخير كل ما يصل إلى ألمواطن المقهور عبارة عن سلة غذائية تشمل قطمة رز وقطمة سكر وزيت ودقيق وشوية عدس بعد عذاب وعناء وإهانة على شاشات القنوات وصور في الصحف والمواقع وتشهير وتشويه من أجل أن يقال أنهم يدعمون الشعب اليمني ويساعدوه على تجاوز معاناته.

سيدي الوالي ..
استبشرنا خيرا وتفاءلنا كثيرا بإنشاء هيئة مستقلة للزكاة على اعتبار ان أموال الزكاة كانت تختلط ببقية أموال الدولة ويصرف منها أشياء ليست من مصارفها ويختلط الحابل بالنابل وكانت تذهب أجزاء منها مرتبات ونفقات وأشياء أخرى وكنا نتوقع أن يكون لدى هيئة الزكاة رؤية جديدة للعمل من أجل تلافي ما كان يحصل سابقا من مصلحة الواجبات وفروعها ابتداء من عمليات التحصيل السيئة التي كانت تهدر الكثير من أموال الزكاة والواجبات ولا يصل الا القليل منها وصولا إلى عمليات الإنفاق التي وكما فلنا كانت عشوائية وتختلط فيها الأموال من الزكاة وغيرها .. ولكن ما حدث أن هيئة الزكاة استمرت بنفس آليات التحصيل واشخاصها ولم يتم سوى تغيير المسمى من مصلحة الواجبات إلى هيئة الزكاة ومازال نفس الأشخاص يمارسون العمل في التحصيل بنفس الآليات السابقة وان تغير ولكن إلى الأسوأ وتحولت الهيئة إلى مجرد مخزن للسلات الغذائية التي يتم توزيعها وفضح الناس على الملأ.. علما بأن آليات توزيع الزكاة على المستحقين يفترض أن تكون بشكل يحفظ للناس كرامتهم وادميتهم وليس التشهير بهم عبر الفنوات والشاشات وليس أيضا تصوير العاملين في هيئة الزكاة وكانهم أبطال فاتحين يتحدثون عن بطولاتهم في توزيع السلات الغذائية على المواطنين وفي نهاية المطاف مازال أولئك الناس فقراء ينتظرون السلة الغذائية التي تأتي سواء من الهيئة العامة للزكاة أو من المنظمات الدولية .

سيدي الوالي ..
من يتنفل في طول البلاد وعرضها وانا هنا سأتحدث عن المناطق الحرة التي لم يدنسها الاحتلال الأجنبي من صعدة إلى البيضاء مرورا بأمانة العاصمة صنعاء التي ربما نالت النصيب الأوفر باعتبارها منطقة جاذبة للنازحين من كافة محافظات الوطن يجد أمرا ملفتا للنظر وقد تحدثت عنه أكثر من مرة وساعيد الحديث عنه مرة أخرى للتذكير والتنبيه فقد انتشرت وبشكل كبير ظاهرة التسول بل وتوسعت إلى درجة مخيفة فقد صارت الجولات والشوارع والطرقات والأسواق الكبيرة والصغير والحارات والأحياء والمساجد والمحلات والمطاعم والمقاهي تكتض بالمتسولين من الرجال والنساء والأطفال وتنوعت الأساليب التي يبتكرونها التسول إلى درجة ان المرء أصبح في حيرة ولم نسمع عن قيام اي من أجهزة الدولة والحكومة بدراسة الظاهرة واسبابها ووضع الحلول والمعالجات لها وكل جهة تدفن رأسها في الرمال كالنعامة وتتهرب من مسئولياتها وكما هي عادة حكومة الإنقاذ وشعارها.. دع الخلق للخالق .. وأترك الامر حتى يتعود الناس عليه ويصبح أمرا طبيعيا وكفى الله المؤمنين القتال وفي الأخير فإن أجهزة الدولة والحكومة لاتقوم بواجباتها ومهامها وهذه هي الكارثة .

سيدي الوالي ..
كما قلنا بأننا استبشرنا بإنشاء هيئة الزكاة لكن الهيئة تحولت إلى ظاهرة صوتية واعلامية ولم تحقق الهدف المأمول منها حيث أننا كنا نأمل أن تعمل الهيئة وفق رؤية لتنفيذ مشاريع تمكين لتحويل الناس إلى منتجين من خلال مشاريع حقيقة تجعل الناس فترة بسيطة يكتفون بأنفسهم بل ويصبحوا هم من دافعي الزكاة بعد فترات بسيطة وليس توزيع سلات غذائية تجعل الناس دوما في حاجة إلى مد أيديهم وبشكل مستمر وهذا ليس الدور الحقيقي والمأمول من الهيئة وقد سبق وان تحدثت في أحد حواراتي مع ابني وصديقي الصغير عن ظاهرة التسول وانتشارها وقلنا ان هيئة الزكاة والتسول وجهان لايجتمعان فإذا ظلت ظاهرة التسول فاعلم أن الزكاة غير موجودة وان وجدت هيئة الزكاة بشكل حقيقي فلن تجد متسولا واحدا .

سيدي الوالي ..
نريد من خلال هذه الرسالة ان تعمل هيئة الزكاة برؤى حقيقية وجديدة وليس تقليد المنظمات الدولية في أنشطتها فنحن نعرف أن هذه المنظمات تريد أن يبقى الشعب اليمني متسولا وتعمل على إهانته بتلك الطريقة التي نشاهدها وبالتأكيد فإننا نعرف نواياكم الطيبة تجاه الشعب اليمني، ولهذا فإننا نوجه هذه الرسائل لعل وعسى تجد من المسئولين أذانا صاغية وان يقوموا بواجباتهم كما ينبغي ونتمنى أن تصل رسالتنا إلى هيئة الزكاة ورئيسها لتطوير آليات العمل لتمكين الناس وليس اهانتهم كما تفعل المنظمات اما الان فمازالت الهيئة والمنظمات وجهان لسلة غذائية واحدة آملين أن يتغير الحال وتنتهي ظاهرة التسول مالم فإننا سنقول أن وجود الهيئة وعدمها سواء بسواء .. فهل وصلت الرسالة ؟.

Share

التصنيفات: أقــلام

Share