Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

حسن الوريث: دورات ودورات

بالتأكيد ان المراكز الصيفية أنشئت من أجل استغلال أوقات فراغ الطلاب واستثمارها فيما يفيدهم على اعتبار ان النظام التعليمي والتربوي في بلادنا نظام عقيم ولا يلبي احتياجات المجتمع في تخريج أجيال متسلحة بالعلم والمعرفة والمهارة اللازمة إضافة إلى أن النظام التعليمي العقيم أفرز لنا أجيال استقطبتها الجماعات الإرهابية والعصابات الإجرامية بسبب القصور الكبير في هذا النظام كما ان النظام التعليمي الحقيقي لا يجعلك تحتاج إلى إقامة مراكز صيفية ودروس تقوية ودروس توعية وتأهيل.

عموما عندما نتحدث الآن عن تلافي ذلك القصور في النظام التعليمي فإن الحل ليس فقط في المراكز والدورات الصيفية ولكنه أولا في إعادة النظر في نظامنا التعليمي بكامل منظومته التي تشمل المنهج المدرسي والمعلم والإدارة والمبنى المدرسي والأسرة والمجتمع ووضع رؤية استراتيجية تنطلق مما وصل إليه العالم في أنظمته التعليمية والتربوية مع مراعاة خصوصيتنا كمجتمع مسلم .

سيدي الوالي ..
اعتقد ان الهدف من إقامة هذه المراكز والدورات الصيفية هو تلافي ما أمكن من الاعوجاج لكن الطريقة التي تدار بها هذه المراكز هي نفس الطريقة والأسلوب هو نفس الأسلوب ما يجعلنا نقول أن الجمعة الجمعة والخطبة الخطبة.. بمعنى أن هذه المراكز لم تنطلق في اهدافها وادارتها من الهدف الحقيقي المراد منها ولكنه انطلق من رؤية قاصرة على الأقل من قبل المسئولين في المستويات من وزير فما تحت وهم من يجعل هذه المراكز والدورات تفقد قيمتها وأهميتها الفعلية وأهدافها المنشودة .
سيدي الوالي..
نحن بحاجة قبل ان نقيم مراكز ودورات صيفية للطلاب الى أن نقيم مراكز ودورات شتوية وصيفية المسئولين على هذه المراكز كي يستوعبوا اهدافها وما هو المراد منها وكيفية إدارتها وكيفية التعامل مع الطلاب فهؤلاء سيدي الوالي ينظرون إلى المراكز والدورات الصيفية على أنها باب من أبواب انفاق المال من الصناديق التي تم إيقاف الصرف العبثي منها بشكل مباشر إلى استغلالها بشكل غير مباشر عن طريق هذه المراكز فما يصرف عليها كنفقات إدارية واعلامية وزيارات ميدانية أكثر مما يصرف على الطلاب فزيارة واحدة لوزير او محافظ او وكيل او مسئول تكلف أكثر من نفقات المركز الواحد وما يصرف بدل جلسات لاجتماعات اللجان أكثر بكثير من نفقات فعلية ل ٥٠ مركز
صيفي .
سيدي الوالي ..
دعوة صادقة إلى ضرورة إعادة النظر في آلية إقامة المراكز والدورات الصيفية وفق رؤى واستراتيجيات علمية حقيقية واقعية تنطلق من دراسة عميقة لما نريد تحقيقه من أهداف كما أنها دعوة لدراسة فكرة تطوير النظام التعليمي في بلادنا والذي تعرض لعمليات تخريب ممنهجة ومنظمة حتى وصلت مخرجاته إلى ما نحن عليه من تخبط وضياع لان اجيالنا تاهت بسبب نظام تعليمي عقيم .. وفي ختام رسالتي .. سأقول أن مسئولينا بحاجة إلى دورات تأهيلية ليتعلموا كيف يخدموا بلدهم ووطنهم قبل ان ينظموا دورات صيفية للطلاب.

Share

التصنيفات: أقــلام

Share