Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

باحثون يصورون الساعات الأخيرة لحياة الديناصورات

لم تمر أكثر من 15 دقيقة منذ أن فزع قطيع الديناصورات جراء أول صدمة تسبب فيها الضوء، أصبح جميع أفراد القطيع موتى الآن، وهو الشيء نفسه الذي انسحب على معظم الديناصورات التي كانت تعيش مع هذا القطيع، احترقت ساحات الغابات الوارفة، واندلعت النيران في أودية الأنهار”.

هكذا كان وصف خبير الديناصورات، ستيف بروسات لآثار ارتطام هائل لكويكب بسطح الأرض قبل نحو 66 مليون سنة على منطقة تبعد ألف كيلومتر. وقدمت دراسة حديثة الآن دلائل على أن مثل هذه الأحداث وقعت بالفعل بهذا الشكل في الساعات التالية لارتطام الكويكب الهائل الذي كان قطره يزيد عن 10 كيلومترات.

ويرجح الباحثون أن الارتطام الذي أدى إلى انقراض الديناصورات، ربما تسبّب في حدوث زلازل وأمواج مد وجزر عاتية (تسونامي) وحرائق في الغابات وأطلق كميات هائلة من الكبريت.

ودعم الباحثون تحت إشراف سيان كوليك، من جامعة تكساس، هذه النظرية الآن من خلال دراستهم وبتحليل عيّنة حفرية أخذت من باطن الحفرة التي سقط فيها الكويكب، حسبما أوضح الباحثون في دراستهم التي نشروا نتائجها الاثنين الماضي في مجلة “بروسيدنجز” التابعة للملكية الأميركية للعلوم.

وتعود العيّنة التي حللها الباحثون إلى مقطع من سلسلة دائرية من التلال في الفوهة التي تسبب فيها سقوط الكويكب. ويوجد هذا المقطع من الهوة تحت المياه قبالة ساحل شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية. وتكونت في هذا الموضع خلال الـ24 ساعة التالية لسقوط الكويكب طبقة سمكها 130 مترا من الترسّبات، وفقا لتوضيح الباحثين. وتتكون هذه الترسبات من طبقات مختلفة.

وبحسب الباحثين، فإن موجات مد وجزر عاتية ناتجة عن ارتطام الكويكب بالأرض عادت إلى السواحل مرة أخرى جراء الانعكاسات. وتسبّبت هذه الموجات في تخزين فحم الخشب، أيضا، في الفوهة. وفسّروا هذا الفحم على أنه دليل على اشتعال الحرائق التي تسبب فيها الارتطام، في الآجام.

ولا يستبعد الباحثون أن تكون موجات المد والجزر العاتية، قد تسببت في دفع مياه البحر إلى مسافات بعيدة داخل القارات المحيطة بالبحار، وربما حملت هذه المياه لدى عودتها إلى البحر مرة أخرى بقايا نباتية متفحّمة.

كما عثر الباحثون على أدلة على أن الهباء الجوي الذي كان يحتوي على الكبريت والذي انتشر في أرجاء الكرة الأرضية عقب ارتطام الكويكب بالأرض، تسبب في تغيير مناخ الأرض آنذاك. ويشار إلى أن الغبار الذي يحتوي على الكبريت يحجب ضوء الشمس جزئيا بشكل يشبه الأجواء عقب ثوران البراكين، مما يؤثر على انخفاض التمثيل الضوئي لدى النباتات وربما انهيار السلسلة الغذائية.

ومن المرجح أن ذلك أدى آنذاك، حسب العلماء، إلى هلاك نحو 75 بالمئة من جميع الكائنات الحية. ونقلت الجامعة عن كوليك قوله في بيان أصدرته، إن “الطريق الوحيد للموت الجماعي الكوني كما حدث مع الديناصورات، هو أحد مؤثرات الغلاف الجوي”.

وفحص الأستاذ الأميركي وزملاؤه جزء الصخور التي تحتوي على الكبريت في العيّنة الحفرية، وكانت نسبة هذه الصخور أقل من 1 بالمئة، رغم أن الطبقة السفلى من الصخور تحتوي على 30 إلى 50 بالمئة من هذه الصخور، وهو ما فسّره الباحثون على أنه دليل على أن مركّبات الكبريت، كتلك التي تنتج على سبيل المثال جراء التبخر، قد وصلت بكميات كبيرة إلى الغلاف الجوي.

Share

التصنيفات: منوعــات

Share