Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

“المرض الصامت” يّعزل اليمنيات عن مجتمعهن خلف الجدران

الوحدة نيوز: نجيب علي العصار

كل يوم تتعرض 8 نساء في اليمن لخطر الموت اثناء الولادة أو الحمل أو لمضاعفاتها كالناسور الولادي، وكل يوم هو استمرار لمأساة تعيشها المصابة بالناسور الولادي يّعايشها المجتمع، تواريهن جدران وأبواب مغلقة وتلاحقهن نظرات الشفقة أحيانا وأحيانا أخرى نظرات الازدراء.

 

في ريف محافظة صعدة تعيش (فاطمة) وهي أحد النساء اللاتي أصبن بالناسور الولادي، وتغيرت حياتها الضجة

بالحركة ، وتوارت عن الأنظار مع ألامها الجسدية والنفسية ، بعد أصابتها بالمرض الصامت “الناسور الولادي” .

.. وتحكي فاطمة !

وتحكي فاطمة:” أنجبت طفلا بعد زواجي بأربع سنوات ومات مباشرة بسبب الولادة المتعسرة، كان من الصعب أن أتخيل أنني سأعيش حياتي بهذا الوضع”.

وكغيرها من النساء كان لفاطمة أن تتجنب الإصابة بهذا المرض، لو أنها حصلت على الرعاية الصحية فيالمنطقة الوعرة والبعيدة  بمحافظة صعدة .

وبزغ الأمل لفاطمة في الحصول على العلاج اللازم ، ولحسن حظها أنها وجدت زوجا يمثل القدوة الحسنة لليمني الأصيل ، فمنذ اللحظات الاولى كان بجانبها لم تمنعه الطريق الوعرة، والمسافة الطويلة ولا المصاريف العلاجية من التوجه بها للعلاج ، و البحث عن الأسباب ، فيما يسارع المجتمع لممارسة مختلف انواع العنف بداية بهجر الزوج أو الطلاق وانتهاء بنبذ المجتمع .

وتقول فاطمة :” نقلت إلى مستشفى الثورة في صنعاء ، وأجريت لي عملية جراحية ، وحالياً أعيش حياتي بشكل طبيعي، بعدما كنت معزولة عن المجتمع بسبب عدم قدرتي على الجلوس مع النساء وشعوري الدائم بالإحراج “.

 

(UNFPA) يدعم علاج المصابات بالناسور

وتؤكد فهمية الفتيح، مسؤول التواصل والإعلام بصندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن، أن صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) يدعم القيام بالعمليات الجراحية لعلاج النساء المصابات بالناسور الولادي ومساعدتهم على الاندماج من جديد في المجتمع ، من خلال تأسيس وحدتين لعلاج الناسور الولادي في صنعاء وعدن.

وأشارت إلى أن الصندوق يسعى الى مضاعفة الجهود للحد من مرض النواسير من خلال حصول الجميع على خدمات الصحة الانجابية وتدريب المزيد من القابلات اللاتي تتوفر من خلالهن الرعاية الصحية للأمهات والرعاية بعد الولادة لكشف حالات الاصابة بناسور الولادة ومعالجتها في وقت مبكر ، وكذا زيادة الوعي عن النواسير من خلال التوعية الإعلامية ، موضحة أنه تم تدريب اعلاميين في صنعاء وعدن للتوعية بهذا المرض الصامت.

علاج أكثر من 308 حالة

في ذات السياق، تقول مدير الصحة الانجابية في وزارة الصحة العامة والسكان الدكتورة زينب البدوي ،إن صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) يواصل دعم النساء المصابات من خلال التدخل الجراحي عبر وحدتي علاج الناسور في مستشفى الثورة ومستشفى السبعين بصنعاء ومستشفى الصداقة التعليمي في عدن .

وتؤكّد  زينب البدوي لـ ” الوحدة نيوز ” علاج أكثر من 308 حالة منذ عام 2012 ، وحتى مايو 2019 الجاري.

ويدعم الصندوق النساء المصابات بدءاً من نقلهن من قراهن، وإجراء عملية جراحية لهن وحتى عودتهن إلى منازلهن بعد العلاج .

تأسيس وحدتين لعلاج الناسور

من جهتها ، تقول استشاري امراض نساء و توليد و جراحة الناسور الولادي ، اقبال محمد ناجي ، أن مشروع صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) بدأ في اليمن عام 2010 ثم تأسيس وتجهيز وحدتين لعلاج الناسور الولادي في كل من مستشفى الثورة بصنعاء و الصداقة التعليمي في عدن، مشيرة إلى أنه تم تدريب طاقمين للعمل في الاقسام يتكون كل طاقم مكون من  أثنين جراحين للناسور، وممرضة وفنية عمليات و وممرضة علاج طبيعي، وجلهم حصلوا على دورات تدريبية داخلية وخارجية، كان أخرها في تنزانيا يناير 2019 م.

ولفتت رئيسة قسم الناسور الولادي بمستشفى الصداقة التعليمي في عدن، أن المركز أجرى 64 عملية جراحية منذ العام 2014 ، وحتى مايو الحالي 2019 بنسبة نجاح 86% ، وبينت أن أفضل الطرق للوقاية من المرض، تعد في محاربة الزواج المبكر وتأخير سن الأنجاب للمرأة.

اكتئاب وعزلة

وكثيرا ما تصاب النساء اللاتي يعانين ناسور الولادة بالاكتئاب والعزلة الاجتماعية، فضلا عن زيادة حدة الفقر الذي يعانينه، وتعيش كثير من اليمنيات المصابات بناسور الولادة لسنوات أو حتى لعقود دون الحصول على العلاج اللازم بسبب عدم قدرتهن على تحمل تكاليف العلاج والوصول إلى الرعاية والعلاج المناسبين.

وأضافت الدكتورة أقبال “يمكن للمصابات بناسور الولادة إجراء جراحة لعلاج هذه الحالة، حيث يمكن علاج نحو

80% إلى 95% من الحالات تقريبا عن طريق الجراحة، موضحة أن صندوق (UNFPA) يقدم كل العمليات الجراحية والخدمات العلاجية مجاناً، بالإضافة إلى تأمين المعدات الطبية والأدوية والمستلزمات اللازمة لوحدات علاج الناسور في المرافق المستهدفة، بما في ذلك الحقائب الخاصة للمريضات التي تحتوي على الاحتياجات الأساسية من ملابس ومستلزمات النظافة الشخصية.

تحديات وصعاب

وتطرقت رئيسة قسم الناسور الولادي بمستشفى الصداقة التعليمي في عدن، اقبال محمد ناجي في حديثها لـ “موقع الوحدة نيوز” إلى جملة من التحديات والصعاب التي تواجه المركز ، منها نقص الكادر البشري والمعدات الطبية اللازمة بعمليات الناسور الولادي.

كيف تحدث الإصابة بالمرض ؟

وقالت أخصائية النساء والولادة الدكتورة منى غشيم : “تحدث الإصابة بناسور الولادة لدى النساء في حالات المخاض والولادة المتعسرة التي لا تحصل على متابعة متخصصة وقد تستمر إلى ستة أو سبعة أيام، ويتسبب المخاض بانقباضات تدفع برأس الجنين إلى الضغط على عظم الحوض لدى الأم، وهو ما يترتب عليه ضغط الأنسجة الرخوة الواقعة بين رأس الجنين وعظمة الحوض ومنع تدفق الدم ووصوله بصورة كافية إلى هذه الأنسجة”.

وأشارت إلى أن الجروح والقطوع التي تحدث تلقائيا أثناء الولاده والتدخل غير السليم اثناء القيصريات أوالولادات الطبيعية، سبب أخر لإصابة المرأة بالناسور الولادي .

وأوضحت الدكتورة منى غشيم ، أن أفضل طريقة وأكثرها فعالية لتجنب الإصابة بناسور الولادة تتمثل في تحسين فرص حصول الأمهات على خدمات رعاية صحية عالية الجودة أثناء الحمل والولادة، لافتة إلى أن التثقيف الصحي وعدم زواج القاصرات عامل مهم ايضا.

ماهو الناسور الولادي؟

وتفيد منظمة الصحة العالمية بأنّ ناسور الولادة عبارة عن ثقب يظهر في قناة الولادة، وهناك علاقة مباشرة بين ظهور الناسور وبين أحد أهمّ أسباب وفيات الأمهات ألا وهو تعسّر الولادة.

وتعاني النساء المصابات بناسور الولادة، بشكل مستمر، من التبول اللاإرادي والخجل والتمييز الاجتماعي والمشاكل الصحية.

وتشير إحصاءات منظمة الأمم المتحدة إلى وجود نحو مليوني امرأة مصابة بناسور الولادة في منطقة جنوب الصحراء الأفريقية وآسيا والمنطقة العربية وأميركا الجنوبية ودول الكاريبي، كما تحدث ما بين خمسين ألفا إلى مئة ألف إصابة جديدة كل عام.

Share

التصنيفات: أخبار وتقارير,تحقيقات

Share