Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الغارديان: الموساد تنبأ بوصول بن سلمان للسلطة فرَّوج له لدى أمريكا

واصلت صحيفة (الغارديان) البريطانية استعراض خفايا وملامح التطبيع الإسرائيلي مع دول الحصار، حيث يبرز الصحفي إيان بلاك رئيس قسم الشرق الأوسط بالصحيفة في صفحات كتابه الجديد «جيران وأعداء» الدور السعودي على وجه التحديد ودور محمد بن سلمان الذي تؤيده إسرائيل في تعزيز هذا التحالف، بالإضافة إلى العديد من التفاصيل الهامة حول طبيعة التعاون السعودي الإسرائيلي.

وأكد الكاتب أن الدافع الرئيسي لهذه العلاقات المتنامية بين إسرائيل ودول الحصار يرتكز على الاستياء المتبادل تجاه سياسات باراك أوباما، فقد انزعج السعوديون والإماراتيون مع إسرائيل بتخلي إدارة أوباما عن الرئيس المصري الأسبق مبارك، ومن ثم تأييد أوباما للثورة الشعبية السورية ومطالبته بتنحي بشار الأسد، وفي عام 2015 والذي شهد توقيع الاتفاق النووي الإيراني، كان لذلك الاتفاق أن يحظى بمعارضة قوية من قبل إسرائيل والسعودية والإمارات، ومن جانب آخر يتعلق بالعداء السعودي الإماراتي والإسرائيلي المشترك تجاه حزب الله وضد إيران، كما أكد مسؤول سعودي كبير هذا الأمر أيضاً مؤكداً: «إن السعودية وإسرائيل شعروا بالكره تجاه سياسات الرئيس أوباما معتبرين أنها بمثابة تجاهل وتخل عنهما».

وأشار الكتاب إلى أن التعاون الاستخباراتي بين إسرائيل ودول الحصار يسير بصورة أكثر سرية- رغم أن المسؤولين الإسرائيليين يشيرون إليه في بعض الأحيان علناً، حيث تصدر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي عناوين الصحف في أواخر عام2017 عندما عرض تبادل المعلومات الاستخباراتية بشأن إيران مع السعودية. مشيرا إلى أن بلدانهم تشترك في «العديد من المصالح المشتركة»، كما تؤكد المصادر الغربية وجود مثل هذا التعاون، وقال دبلوماسي أمريكي سابق رفيع المستوى: «التقى مسؤولون بالمخابرات الإسرائيلية في زيارتهم لبعض الدول العربية وبعض دول الحصار الخليجية بقادة تلك الدول وأبرز المسؤولين الرسميين».

◄ التطبيع حقيقة يراها العالم
وينقل الكاتب عن متحدثين سعوديين غير رسميين أن التعاون مع إسرائيل يقتصر على ما يتعلق بالتصدي لإيران ومكافحة الإرهاب، ويشكون من أن الإسرائيليين يبالغون في مداها لأغراض الدعاية، ولكن تسود قناعة حقيقية لدى الحكومات الأجنبية المقربة من كل من السعودية والإمارات وإسرائيل أنهم يجمعهم خط تواصل مباشر وبخاصة في المسائل الهامة وأن هذا الاتصال يتم بصورة منتظمة.. كما يقول مصدر مخابرات غربي: «إنه يوجد الآن تواصل بين الإسرائيليين والسعوديين، وأن العلاقات تسير لمناقشة نوع من العلاقات الأمنية المشتركة وبخاصة فيما يتعلق باتجاهات التغير الجغرافي أو محاولات تقسيم ورسم حدود جديدة، هذا في ظل وجود عدد من القضايا لدى كل من الجانبين تحتاج للحلول، ولذلك لم يكن من الغريب أن ينتهي الأمر لأن تصبح العلاقات ما بين الرياض وتل أبيب أمراً طبيعياً وتتم بصورة روتينية مستمرة، ولكن تلك العلاقة من الممكن أن تتطور إلى مدى أكبر في التواصل وفقاً للتطلعات الإستراتيجية التي يمكنها حتى تغيير المشهد في المنطقة بالكامل».

◄ دور بندر بن سلطان
ويشير إيان بلاك إلى أن بندر بن سلطان الرئيس السابق للمخابرات السعودية التقى رئيس الموساد تامير باردو، وجاء اللقاء كما وصفه مصدر بريطاني كبير بأنه «عشاء طويل ممتلئ بالألفة والحيوية» في أحد فنادق نايتس بريدج، موضحاً أنه «لم يكن هناك مثل هذا التعاون النشط بين البلدين، من حيث التحليل والذكاء البشري والاعتراض على إيران والحركات الموالية لها مثل حزب الله والحوثيين ووحدات التعبئة الشعبية العراقية»، حسبما ورد في نشرة إخبارية متخصصة في الاستخبارات في عام 2016، وقيل إن المسؤولين السعوديين «سعداء بصورة كبيرة بمثل تلك اللقاءات ووجود ذلك النوع من التواصل مع الجانب الإسرائيلي».

تأييد إسرائيلي لـ بن سلمان
كما أفاد الكتاب أن العلاقات المتنامية بين دول الحصار وإسرائيل تم تعزيزها عبر وصول ترامب إلى البيت الأبيض، ذلك على الرغم من أن الخطط الأمريكية لعقد مؤتمر يجمع بين نتنياهو وبن سلمان وبن زايد ما زالت قيد البحث والدراسة ولم تتحقق بعد، ولكن الاتجاه لذلك كان واضحاً بالفعل منذ عهد أوباما، وقد ازدادت العلاقات في التقارب ما بين إسرائيل والسعودية بصورة مباشرة في عام 2015 وتطورت بصورة أكبر مع وصول بن سلمان للسلطة، وفي ضوء ذلك أعطت إسرائيل عام 2016 الضوء الأخضر لمصر لنقل ملكية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، وتزامن ذلك مع الدعوة التي قام أطلقها سلمان الأنصاري رئيس لجنة العلاقات السعودية سابراك وأحد البارزين بجهات الضغط السعودية بواشنطن، والتي رفع فيها شعار «التحالف التعاوني» مع إسرائيل من أجل المساعدة على تنفيذ أجندة السعودية 2030 والتي يتبناها بن سلمان.

ويبرز الكتاب الدور الرئيسي للسعوديين في الضغط على الفلسطينيين لتمرير صفقة القرن، وانه عندما قام بن سلمان برحلة ثلاثة أسابيع إلى امريكا في الربيع الماضي، نقل إشارات أعلى صوتا عن نواياه تجاه إسرائيل، وقال لصحيفة «أتلانتيك» الأمريكية إنه يجب على الفلسطينيين قبول الصفقة أو «الصمت والتوقف عن الشكوى» حول قضية لم تعد أولوية بالنسبة لنا مقارنة بمواجهة إيران، كما اعترف محمد بن سلمان صراحة بشرعية المطالبات اليهودية الإسرائيلية في فلسطين مما أدى الى إحراق صوره في غزة.

الشرق القطرية

Share

التصنيفات: خارج الحدود

Share