Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الباحث اللبناني فيصل جلول:الأمم المتحدة مطية في يد الكبار ولن ترفع صوتها لنصرة الضعفاء

أكد الباحث اللبناني في الاكاديمية الفرنسية للجيوبوليتيك فيصل جلول أن مفاوضات الكويت تشكل انتصارا أوليا للتحالف الوطني اليمني المؤلف من (انصار الله والمؤتمر الشعبي العام) وسائر الاحزاب التي قاومت عاصفة الحزم..

لافتا الى أن السعودية فشلت في فرض الاستسلام على الوفد الوطني حيث أن قرار مجلس الامن لا ينص على التفاوض بل الاستسلام.

وقال الباحث جلول في حوار اجرته معه صحيفة “الوحدة”: إن التدخلات العسكرية الخارجية في الجنوب اليمني يمكن أن توفر المناخ للذين يريدون الانفصال الى دولتين والذين لا تهمهم مسألة الاقاليم ..مشيرا الى أن الغزاة يحتاجون الى شرعية وتغطية دولية وهذه لا تتوفر إلا إذا كانت لهم سيطرة على أرض المناطق التي يراد فصلها.

واضاف:” إن الأمم المتحدة انصاعت لضغط امريكي للحؤول دون تصنيف السعودية في لجنة قتلة الاطفال اليمنيين؛ فلولا الضغط الامريكي لما خرجت السعودية من قائمة القتلة.. المزيد من التفاصيل في الحوار:

حاوره/عاصم السادة

< لنبدأ من “مفاوضات الكويت” التي مضى عليها أكثر من شهرين..كيف تقرأ تفاصيل هكذا مفاوضات في ايجاد حل سياسي للازمة اليمنية؟

<< مفاوضات الكويت تشكل انتصارا أوليا للتحالف الوطني اليمني المؤلف من انصار الله والمؤتمر الشعبي العام وسائر الاحزاب والشخصيات والتجمعات العائلية والقبيلة التي قاومت عاصفة الحزم. اما الانتصار الأولي فهو ناجم عن فشل السعودية ومساعديها اليمنيين في فرض الاستسلام على التحالف الوطني حيث أن قرار مجلس الأمن لا ينص على التفاوض بل على الاستسلام لذا فإن مبدأ التفاوض نفسه يعني ان “جماعة العاصفة” قد فشلت في حربها وانها تفاوض استنادا الى فشلها لذا يمكن القول أن التفاوض هو انتصار أولي لليمنيين بانتظار استكماله باتفاق يعبر عن موزاين القوى على الأرض بين مهزومين ومنتصرين.

أما طول المفاوضات والمماطلة المتعمدة خلالها فينطوي على رهانات من طرف السعودية ومساعديها أبرزها إحداث انشقاق بين المتفاوضين في التحالف الوطني بحيث يؤدي الانقسام الى تدمير التحالف من الداخل وبالتالي هزيمته على طاولة المفاوضات بدلا من الجبهات.

< ولد الشيخ يبعث تطميناته المتكررة لليمنيين بأن الحل السياسي بات قريبا بينما الواقع يظهر عكس ذلك..من أين يستمد المبعوث الأممي هذا التفاؤل بانفراج الأزمة؟

<< المبعوث الأممي يتلقى تعليماته من الأمم المتحدة التي تواطأت على الشعب اليمني واتخذ مجلس أمنها قرارا بتغطية عاصفة الحزم وتحطيم البنية التحتية اليمنية. إن مجرد القول أن ولد الشيخ ينطق باسم قرار مجلس الأمن 2216 فهذا يعني انه مع تجريد التحالف الوطني اليمني من السلاح والاستسلام.هذا جوهر مهمة ولد الشيخ ومن هنا نفهم انه وجماعة العاصفة يصدرون عن مرجع واحد .أما حديثه عن التفاؤل والتشاؤم فهو للضغط على التحالف الوطني وبالتالي القول كنا قاب قوسين من الحل فاذا بالتحالف الوطني لا يتنازل ولا يسهل الحل. باختصار يمكن القول انه اذا كانت عين ولد الشيخ على التحالف الوطني فان قلبه يخفق لجماعة العاصفة.

< هل وفد “الرياض” يفاوض ويطرح رؤاه ويتخذ قراراته بذاته ام انه منزوع الإرادة ومتحكم به؟
<< الارادة تستمدها من بلدك وشعبك وليس من الاجنبي أو الغريب أو حتى الشقيق . الدول ليست جمعيات خيرية مانحة للإرادة هي تمنحك لتأخذ قرارك وليس لتزيدك قوة ومنعة واستقلالا. الشقيق يريدك مدفعا بيده ضد التحالف الوطني اليمني ولا يهمه من بعد مصيرك طالما انك تطلق النار في الاتجاه الذي يريده. وانا اعتقد ان الاتفاق مع الرياض هو الاساس في عملية التفاوض وعندما لا ترى الرياض ضرورة للتفاوض فهو لن يتم وبالتالي لن يحتج عليه انصار السعودية اليمنيين لأنهم ببساطة لا يستطيعون حتى وان رغب احدهم في التعبير عن احتجاجه.

< برأيك..ماذا حققت السعودية وحلفائها في حربهم على اليمن منذ عام ونيف؟
<< لقد دمروا البنية التحتية اليمنية واعادوا اليمن خدماتيا ربع قرن الى الوراء وهم اضعفوا انفسهم بطريقة غير مباشرة فعندما تدمر اليمن والعراق وسوريا لن يعود الامريكي بحاجة اليك وسيفرض شروطه عليك وستنصاع لها وهذا ما سيحصل عاجلا أم آجلا.
< لماذا خضعت السعودية لمبدأ الحوار المباشر أو غير المباشر مع انصار الله والمؤتمر الشعبي بعد مراهناتها على الحل العسكري؟
<< لأنها لم تتمكن من هزيمتهم عسكريا فاستجابت لشروطهم بالتفاوض المباشر.

< كيف تنظر الى الصراع الثنائي الحاصل بين السعودية والامارات على أرض اليمن لاسيما في جنوبه؟
<< لا تراهنوا على العداء بين الدولتين . لن يصل الخلاف بينهما الى الحد الذي يتيح لكم توظيف بلد ضد الآخر. الخلافات إن وجدت فهي تكتيكية وبالتالي لا تؤثر على الاستراتيجية السعودية في اليمن. ناهيك عن أن الامارات تحترم الهرمية في مجلس التعاون الخليجي

< ألا ترى أن التدخلات العسكرية الخارجية في الجنوب اليمني تشكل خطراً على الوحدة اليمنية؟
<< نعم هذه التدخلات يمكن ان توفر المناخ للذين يريدون الانفصال الى دولتين والذين لا تهمهم مسألة الاقاليم.هؤلاء يحتاجون الى شرعية وتغطية دولية وهذه لا تتوفر إلا إذا كانت لهم سيطرة على أرض المناطق التي يراد فصلها.

< لعلكم تابعتم موضوع الأمم المتحدة في إدراج السعودية للقائمة السوداء بقتل الأطفال اليمنيين ومن ثم التراجع عن ذلك..ما تعليقك على هذا الارتباك الأممي المهزوز وموقفها من القضايا الانسانية؟

<< ليس ارتباكا انه فعل أمر لوظيفتها الاساسية أي أن تكون مطية في يد الكبار ولن ترفع صوتها لنصرة الضعفاء عندما تكون النصرة مفيدة للكبار ومضرة بدول معينة لقد قتل مليون طفل عراقي في الحصار الامريكي على العراق فما الذي فعلته الأمم المتحدة هل حاكمت المحاصرين ؟ لا . واليوم انصاعت لضغط امريكي للحؤول دون تصنيف السعودية في لجنة قتلة الاطفال. لولا الضغط الامريكي لما خرجت السعودية من قائمة القتلة .

< هل تتوقع أن تطرأ تعديلات على القرار الأممي 2216 بحيث يساهم في توافق فرقاء العملية السياسية اليمنية خاصة موضوع تسليم السلاح؟

<< التعديل صار أمرا واقعا فقد اضاف عادل الجبير المبادرة الخليجية والحوار الوطني اليمني اليمني الى أسس التفاوض في الكويت هذه الاضافة هي تعديل بحد ذاته لأساس التفاوض بل يمكن القول أن الاضافة تغني عن القرار الأممي الذي ينص على استسلام التحالف الوطني اليمني .

< ماذا يوحي لنا اعتراف ولي العهد السعودي محمد بن نايف بفشل عاصفة الحزم في اليمن والحرب في سوريا ضد النظام وانه لابد من المراجعة السياسية للمملكة أمام ما يجري في البلدين؟
<< يوحي بالتنافس على الحكم بين المحمدين وبان بن نايف هو الاعقل والأكثر إدراكا للعلاقات اليمنية السعودية والاكثر خبرة في قضايا الحرب والسلم وانه هو الذي ضغط من أجل الجلوس الى طاولة المفاوضات بين الطرفين .

< ما هي المواقف الدولية وخاصة الامريكية بالتحديد في الوقت الراهن تجاه السعودية في ما يخص الحرب على اليمن وسوريا معا؟

<< امريكا تريد التمركز على ضفتي باب المندب .

هذا الباب استراتيجي من الدرجة الاولى بالنسبة اليها بعد انتقالها الاستراتيجي الى منطقة المحيط الهادي وبحر الصين. والحرب وفرت لها فرصة ذهبية لأنها اضعفت الدولة المركزية ووفرت ذريعة داعش والارهاب للقول لليمنيين انا أو داعش على باب المندب . واذا كانت الحرب مفيدة لامريكا فهي ايضا مفيدة لأوروبا وإن كان الاوروبيون اقل حماسة للانخراط في حرب خطيرة للغاية أما في سوريا فمن الواضح أن السعودية تريد زعامة العالم العربي وانها تريد تدمير سوريا للوصول الى هذا الهدف ولعل الدول الأوروبية وامريكا تعرف ذلك ولن تمانع زعامة المملكة إن تمكنت هذه الاخيرة من تطويع مصر واضعاف النظامين في سوريا واليمن.

Share

التصنيفات: حــوارات

الوسوم:

Share