Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

إعلاميون من اليمن و مصر و غزّة يحصدون جوائزأريج 2018

نال إعلاميون من مصر، اليمن، قطاع غزّة وموريتانيا على جوائز (أريج) عن أفضل تحقيقات متلفزة ومتعددة الوسائط كشفت لدى نشرها/ بثها تجاوزات على حقوق الإنسان، حالات عبودية وقضايا فساد طالت الحق في الحياة.

وأعلنت أريج أسماء الفائزين في مستهل حفل عشاء في ختام ملتقاها الحادي عشر، أهم المنصّات الإعلامية واكثرها زخما على مستوى الوطن العربي. شارك في ملتقى-2018 قرابة 475 إعلاميا عربيا وخبيرا أجنبيا من 18 دولة.

وحصد المصريان علي سطوحي وعزّة مغازي مرسي جائزة أفضل استقصائي معمق “تحت التجربة” ضمن فئة التقارير المتلفزة الطويلة. وأوضحت لجنة التحكيم أنها اختارت هذا التقرير “بسبب انتشار مشكلة الفحوص الكلينيكة غير المنضبطة وسط ضعف الرقابة عبرالعالم العربي، ولأنها تؤثر على جميع شرائح المجتمع”.

أما الجائزة الأولى لفئة الأفلام القصيرة، فتقاسمها الإعلاميان السالك زايد من موريتانيا وأصيل سارية من اليمن. تمحور تقرير الأول بعنوان “أحياء أموات” حول كشف الظروف المعيشية للمحررين من العبودية في بلاده، وسط ضعف رقابة “الوكالة الوطنية لمكافحة الفقر وآثار الاسترقاق”. وبث تقرير سارية تحت عنوان “رحلة اللا عودة” حول وقوع صيادين يمنيين في قبضة السلطات الأريتيرية في خرق لاتفاقيات الملاحة في البحر الأحمر. ووصفت لجنة التحكيم التقريرين القصيرين بأنهما “قويين وشديدي التأثير”، ذلك أنهما يؤثران على عدد كبير من المستضعفين. وأشادت اللجنة – برئاسة الزميل اللبناني-البريطاني محمد شبارو- ب”نوعية التصوير الاحترافي، نتائج البحث القيّمة وعمق شهادات المتضررين”. على أن اللجنة وجدت مع ذلك أن معد التقرير الموريتاني أغفل تقديم خلفية تسلسل زمني حول مأساة العبودية في موريتانيا، وأن معدّة تقرير اليمن لم تتمكن من أخذ رد من السلطات الأريترية.

وفازت المصرية آية نبيل عبد الجواد بجائزة أفضل تحقيق متعدد الوسائط (ملتيميديا)، وكان بعنوان: “أطفال تعرضوا للاغتصاب يواجهون المجتمع بأضرار نفسية” في غياب استشارات علاجية وآلية فعّالة لجمع بيانات حول هؤلاء الأطفال. وأشادت اللجنة ب”شجاعة معدة التحقيق وقدرتها على الوصول إلى المتضررين من حالات اغتصاب”، وهي مسألة حسّاسة مسكوت عنها في المجتمعات العربية. وأبدى المحكمون إعجابهم بسلاسة السرد القصصي وقدرة معدّة التحقيق على الفوز بثقة المتضررين الذين تحدثت إليهم”. وقال بعضهم أن الصحافية كشفت معاناتهم رغم انعكاس عمليات الاغتصاب على حيواتهم.

وحصدت المصرية مها صلاح الدين أحمد جائزة أفضل تحقيق صحافة البيانات عن عملها: “اختبار المعارضة في البرلمان.. النتيجة صفر”. وأشادت لجنة التحكيم ب”عملها المضني في قراءة محاضر جلسات البرلمان واجتماعاته وتفسيرها وصولا إلى استنتاجات علمية محكمة، واضحة وسهلة الفهم”.

يعود قطاع غزّة ليتألق في ملتقى (أريج) بفوز محمود هنيّة بجائزة أفضل تحقيق مكتوب ومتلفز عنوانه: “الصيد الممنوع في حوض ميناء غزّة.. من يتقاسم الغلّة”؟ وأشاد المحكمون بقدرة الصحفي الفلسطيني على كشف تواطؤ ضمني بين صيادي سمك وعناصر في الشرطة البحرية بغزّة، بحيث يتغاضى شرطيون عن صيد أسماك ملوثة ثم بيعها للمستهكلين. ولاحظت اللجنة أن نشر التحقيق أدّى إلى تشكيل لجنة لعقاب أفراد شرطة متورطين، كانوا يحصلون على ثلثي انتاج الصيادين.

ولم يتمكن هنية من استلام الجائزة شخصيا بسبب الحصار المفروض على قطاع غزّة،علما أن مواطنيه نبيل سنونو وفادي الحسني تمكنا من حضور ملتقى 2018 بعد 50 ساعة من السفر الشاق. وبذلك يكون سنونو الغزّي الأول الذي يحضر ملتقى أريج منذ خمس سنوات.

وكانت لجنة التحكيم -التي غربلت التحقيقات المتنافسة – قرّرت تخصيص جوائز ضمن خمس فئات: أربع منها مفتوحة أمام الأريجيين الذين تلقوا تدريبا ودعما من شبكة (إعلاميون عرب من أجل صحافة استقصائية)، فيما تنافس على الفئتين الأخريتين جميع المتقدمين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمن فيهم غير أريجيين. اجتمعت اللجنة في الأردن يوم الجمعة لاختيار الفائزين عن كل فئة، علما أن 96 تحقيقا استقصائيا تنافس على جوائز 2018.

رئيس اللجنة محمد شبارو – الذي يختزن خبرة 25 عاما في تغطية ملفات حروب وإرهاب وهجرات قسرية- يقول عن آليات الفرز إن المتنافسين في جميع الفئات “أبدوا التزاما قويا برفع مستوى حرية التعبير عبر تسجيل وتوثيق إساءات مجتمعية وحالات فساد في قطاعات سياسية ومجتمعية، وذلك رغم تضييق مساحات التعبير في الوطن العربي وغيره من المناطق”. ويعرب عن قناعته بأن “جميع القصص الاستقصائية التي وصلت إلى المرحلة النهائية تستحق الفوز وتعكس الجهد الضخم الذي بذله صحافيو الاستقصاء”. على أن شبارو ينقل نصيحة أعضاء اللجنة بضرورة “إعطاء تقنيات السرد القصصي أهمية إضافية وعدم الاكتفاء بعرض بيانات الحقق التي نبشوها”. وتؤكد اللجنة أيضا أهمية الوصول إلى استنتاجات مقتضبة ومباشرة واختيار ما يرون أنه الأكثر أهمية”، حسبما يقول شبارو، مضيفا أن من الأفضل للصحافيين “عدم تشخيص المحتوى بالقول إن الصحفي/ة عمل/ت كذا وكذا لإثبات كذا”.

وفي اليوم الثالث والأخير، شهد ملتقى أريج 30 جلسة حوارية وورشة تدريب. في جلسة حول حصاد أريج من الجوائز العالمية، تحدّث الزملاء أسعد الزلزلي من العراق، حنان خندقجي من الأردن وسعادة عبدالقادر من مصر عن قصص صعودهم إلى الأضواء عبر تحقيقات حصدت جوائز عربية ودولية، مع أن تلك القصص كانت تتطلب جمع معلومات من مصادر تخشى البوح بالحقائق أو موظفين متكتمين في ظروف سياسية وقانونية ومجتمعية بالغة التعقيد.

ورأت خندقجي – التي تعمل اليوم في قناة المملكة- أن المؤسسات الإعلامية الكبيرة تدفع التحقيقات إلى النجاح وتلعب دورا ضاغطا على السلطات للسير نحو تغييرات إيجابية. وركّز الزلزلي على أن سر النجاح يعتمد بالدرجة الأولى على الصحفي وإيمانه بقدراته والقضية التي يسعى لكشفها. ووصف سعادة النجاح بأنه تكريس معظم وقت الصحفي في القضية الرئيسة لتحقيقه، والبحث المعمق المتأني عن المعلومات وتوثيقها.

يشار إلى أن ملتقى أريج الـ 11 أستمر لمدة  ثلاثة أيام تابع الأريجيون 65 جلسة حوارية وورشة تدريب تمحورت خصوصا حول معالجة البيانات، التحوّل العالمي نحو الإعلام الرقمي والسرد البصري الإبداعي.

Share

التصنيفات: حريـــات

Share