Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

أنت شمالي..؟! (تقرير )

علياء الشامي
اذا سيعرفون من أنت،ولماذا جئت،وربما يأخذون كل ما تملك ثم يقولون لك:”عد من حيث أتيت؛فأنت دحباشي”!
“تعرضنا للضرب والسحب،ومصادرة ممتلكاتنا ثم ترحيلنا الى الضالع”
يقول محمد الحسني الذي تمثل له عدن و للكثير من المسافرين المرضى والقاصدين لها للدراسة والعمل جسر العبور ،وخاصة أنها المنفذ الوحيد حاليا لليمن، الى جانب حضرموت.
سبعون نقطة تفتيش تتبع الحزام الأمني الذي يقوده هاني بن بريك المدعوم من الإمارات ،تبدأ من الضالع مرورا بلحج وتحديدا نقطة الحبيلين التي يتم فيها إيقاف أي شخص ينتمي للمحافظات الشمالية بطريقة تعسفية ،رغم وجود الأوراق التي تبرر قدومهم للجنوب؛
مزاج
وعن تعامل هذه النقاط مع المسافرين،يقول مراد بليم مدير مكتب محافظة الضالع :”نقاط الحزام الأمني تتعامل حسب المزاج بعيدا عن اي مسئولية أمنية و وفق أهواء شخصية، و عن طبيعة عملها الذي يفترض أن يقوم على التنسيق العملياتي مع المحافظات ”
حيث يتم انزال المسافرين من السيارات وتفتيشهم بشكل مكثف والتدقيق في هوياتهم لحجز الشماليين وإجبارهم على العوده.
و يضيف بليم :”إن هذه النقاط تقوم بإنزال العائلات من حافلات النقل وإيقافهم لساعات طويلة دون أي سبب ، ومن لدية وساطة يمر ومن ليس لديه يعود من حيث أتى”.
معاملة “مزرية”
محمد الحسني ،صحفي حديث التخرج، والذي صادف سفره الاحتفال بعيد الاستقلال ال30تشرين الثاني/نوفمبر،يصف معاملة جنود نقاط التفتيش ب”المزرية”،لما تعرض له وللصعوبات التي واجهته في هذه النقاط.
حيث يقول :”كنت في رحلة الى عدن ومنها الى الاردن لحضور أحد المؤتمرات ، وصلنا الى محافظة لحج وتم إيقافنا في نقطة الحبيلين تعاملوا معنا بصورة مزرية جدا ، أخذوا اجهزتنا الإلكترونية وحقائبنا وفتشت ،تعرضنا للضرب والسحب ومصادرة ممتلكاتنا ثم ترحيلنا الى الضالع”
ولهذه الإجراءات القائمة منذ12تشرين الاول/أكتوبر الماضي يقول معاذ الشاذلي أحد مشرفي قيادة الحزام الأمني :”الاجراءات التي نقوم بها تهدف لحماية أبناء الجنوب من العمليات الإرهابية القادمة من الشمال”.
مضيفا:”نحن ندخل من له حاجة بالدخول كالسفر والعلاج والتجارة ونادرا مايتم منعهم اذا وجدت مناسبة معينة او حدث أمني”.
عدن التي يقول عنها سامي علي الذي يعمل سائق سيارة أجرة بأنها آخر ما يمكن أن تراه عيون الشماليين؛لصعوبة تجاوز هذه النقاط.
ملامحه الجنوبية وبطاقته التي زورها هما من ساعدتاه على الدخول الى المدن الجنوبية بسهولة.
ولكيفية الدخول الى عدن يقول بليم :”نحن نمنح تصاريح مرور لمن يأتي إلينا مرضى ومسافرين إلى الخارج عائلات وطلاب ،لكن للأسف هذه النقاط بالذات_الحبيلين و جواس_تعمل بطريقة غريبة وتستمتع بإذلال الناس ،رغم أنهم يحملون تصريح دخول وبعد جهد جهيد يسمحون للبعض ويمنعوم البعض “.
هكذا يتعامل الحزام الامني مع الشماليين وخاصة أبناء صنعاء وصعدة و حجة و عمران وذمار ، حيث يسمح للعائلات ومعيليها الدخول للجنوب شرط أن يكون أحد أفرادها منتسبا للجنوب ،كالشماليين المتزوجين من الجنوب والعكس .
يحكي الطباخ سعيد عامر أنه عاد من أول نقطة تفتيش إلى تعز ليحضر زوجته الجنوبية وأبيها ليتمكن من الدخول لمزاولة عمله في عدن، وبعد نجاح مهمتهما عادا الى تعز .
في حين يتساءل المسافرين ماذنبهم ،اذ انه لايوجد طريق آخر يسلكونه في ظل هذه الاوضاع التي تمر بها البلد وليس لديهم الا مطار عدن للسفر ومع ذلك منعوا منه .
ويوضح الشاذلي سبب هذه الاجراءات بقولة :”ما عانى منه الجنوب من أبناء الشمال ليس قليل ونحن نريد أن نأمن الجنوب من هذه التجاوزات “.
تهدد النسيج الاجتماعي
ويقول محمد العريقي أستاذ علم الاجتماع بجامعة تعز “هذه الاجراءات تهدد النسيج الاجتماعي وتخلق باسلوبها بذرة التفرقة والعنصرية والمناطقية .”
مضيفا”بالرغم من كون هذه الاجراءات تتغلف بغلاف الحفاظ على امان المحافظات الواقعة تحت سيطرتها الا ان لها تبعات مستقبلية تهدد المجتمع ”
وأشار الى “انها ان استمرت على هذا النحو ستؤول في النهاية الى تفكك وانفصال ”
وفي ال18كانون الاول /ديسمبر الماضي اصدر الفار هادي تعميم بعدم منع أي مواطن من دخول الجنوب .
وعند سؤالنا للشاذلي عن هذا التعميم رفض الاجابة قائلا ” معنا دولة جنوبية ما لهادي دخل فيها ”
بسط نفوذ الدولة
و يعلق أحمد حجي أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك /الاردن “أن هذا الموضوع يهدد الوحدة اليمنية بشكل مباشر ويسبب فرقة عنصرية ”
مؤكدا “أنه يجب أن تكون سلطة الدولة في أي جهة سواء سلطة صنعاء ام عدن مسيطرة على هذا الوضع وليس فقط تجمعات مسلحة تدعى الحزام الامني لا يخضع لأي قرارات ”
و دعا الى “بسط نفوذ الدولة للحفاظ على الوحدة اليمنية”.
جدير بالذكر ان اليمن تعاني من اغلاق منافذها الجوية الجوية والبحرية من قبل تحالف العدوان بقيادة السعودية في محاولة لاضعاف وتركيع أبناء هذه المناطق لاهدافهم السياسية والعسكرية .

Share

التصنيفات: أخبار وتقارير,تحقيقات

Share